ليبيا تقسم العالم وسط حرب وكالة
تشهد ليبيا في هذه الأيام حالة تخبط في المواقف الدولية تجاهها، تؤكد حالة الانقسام حول ما يجري على أراضيها من عمليات عسكرية، فالزحف على العاصمة الليبية طرابلس بتدبير من الجنرال خليفة حفتر، قائد ما يسمى الجيش الوطني الليبي، أدى إلى إعادة فتح الملف الليبي وأزمته المبردة باتفاق دولي.
صحيفة ديلي تلغراف البريطانية ترى في تقرير لها أن توقيت الحملة العسكرية يهدف إلى إلغاء مبادرة سلام دولية في ليببا، وتشير إلى أن الدول الغربية ليست متفقة حول القضية، وخصوصاً أنّ سياسة فرنسا غير مغهومة، حيث لم يُعرف لها وجهة في القضية الليبية، فباريس تؤيد في الظاهر حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، وفي نفس الوقت استقبلت حفتر قبيل بدء الزحف على طرابلس، حيث عقد الجنرال الليبي سلسلة من الاجتماعات الأمنية السرية مع المسؤولين الأمنيين الفرنسيين، وفق الصحيفة.
في المقابل يخشى الإيطاليون من أن الفرنسيين يؤدون دوراً مزدوجاً، بسعيهم إلى الإطاحة بحكومة الوفاق الوطني التي تدعمها روما، وينتقدون الدور الفرنسي على اعتبار أن الفرصة كانت مواتية لإعادة الاستقرار إلى ليبيا قبل هجوم حفتر.
وتقول ديلي تلغراف إنّ العلاقات بين روما وباريس، تدهورت إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب العالمية الثانية.
أما روسيا فقد عطلت مقترحاً بريطانياً في الأمم المتحدة لوقف القتال في ليبيا، كما أن موقف الولايات المتحدة ليس واضحاً تماماً بشأن القضية، إذ تردد المسؤولون في الخارجية الأمريكية أكثر من مرة في إدانة حفتر بالاسم.
في أخر الأخبار، الخارجية الفرنسية تؤكد أن "الاتهامات الموجهة إلى باريس بدعم الجيش الوطني الليبي (حفتر) لا أساس لها من الصحة".
ويأتي الرد الفرنسي بعد تعليق حكومة الوفاق الوطني التعاون الأمني مع فرنسا، بسبب دعمها الجيش الوطني الليبي وفق بيان صدر من وزارة الداخلية التابعة لها.
فالانقسام الكبير بين الليبيين والأطراف الخارجية الفاعلة في الأزمة يتعمق أكثر فأكثر وسط حرب وكالة تشهدها ليبيا، حيث تنضم فرنسا إلى روسيا والحلف الإماراتي السعودي المصري إلى جانب حفتر، بينما على الجهة الأخرى تدعم إيطاليا حكومة الوفاق الوطني في طرابلس بقيادة فايز السراج، بينما تعد قطر أهم حليف عربي لحكومة طرابلس، وتتوزع ولاءات القبائل الليبية وتحالفاتها على هذه الأطراف، في خريطة سياسية معقدة للغاية.
المصدر: صحف/ وكالات
شارك المقال: