Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"لن يكون طبيباً".. أحلامٌ طوتها "مفاضلة شاهقة"

"لن يكون طبيباً".. أحلامٌ طوتها "مفاضلة شاهقة"

 

عبد الغني الحمد

أربعة أسابيع أو أكثر مرّت على يامن "المحتار"، وهو طالب أنهى دراسته الثانوية بمعدل نجاح فاق الـ 95 بالمئة من الفرع العلمي، لكنّ، ورغم أنه عانق سحاب النجاح بعلامات شاهقة، لن يتمكن من ملامسة حلمه بأن يصبح طبيباً بارعاً، ذلك أن معدلات المفاضلة، ضربت "في رأيه" كل أسهم نجاحه في "بورصات المفاضلة"، والتي باتت أشبه بسوق اقتصادية بعد أن تحوّلت المجاميع إلى أصفار كثيرة قبيل أعوام قليلة، ولسان حاله يقول، "كأنو الصفار يلي هوت بسعر صرف الليرة.. إجت لتزيدنا هموم فوق مصايبنا"!  

"إنها الهندسة المعمارية" صاح والده المحبّ للمظاهر الاجتماعية، فهو سيصبح والد المهندس، وسيشير عليه جاره صاحب الدكان "أبو أيهم" أمام زبائنه بأنه أبو المهندس، وسيسجّل على دفتر الديون "مستحقات بيت أبوه للمهندس"، لكن مهلاً ستبوء هذه الآمال كلها بالخيبة، فيامن لن يكون مهندساً، ردّ في وجه أبيه "أنا ما صدقت إيمتا خلصت من الهندسة بالبكالوريا"، فحار الولد مرة أخرى، وحار والده معه هذه المرة. 

لا شك أن الوعي الاجتماعي انعكس على مختلف فئات الشعب، الأمر الذي جعل من أرباب العائلات يسعون وراء إكمال تعليم أبنائهم، فظروف الحياة لا تعين، و"شهادة جامعية بالجيبة .. أحسن من المصالح"، لكن وبالنظر إلى من ينشئ هذه الأجيال، ويقف وراء نجاحهم، يرى أساتذة المواد العلمية أمامهم طوابير من الطلاب، خاصة في أوقات الامتحانات، فيغدو واحدهم "أمير الحي" بعد نهاية الموسم، ويبدأ بالبحث عن مكان اصطياف.. تقول له والدته: "ليش ما تصير أستاذ فيزياء"، فيلوذ المحتار هارباً من خيارات أهله، الباحثة عن مركز اجتماعي تارة، وعن الأموال تارة أخرى، دون الأخذ بالحسبان لرغبته، أو حتى سؤاله عنها!

وأمام كل الصعوبات التي قد تعترض أي طالب انتهى لتوّه من امتحان الشهادة الثانوية، قد يجد نفسه يغوص في احتمالات لم يكن فكّر فيها يوماً، "إنها بلاد المفاجآت" هذا واسى نفسه، علّه يجد مفاجأة جميلة بعد كل هذا الشقاء الذي تكبّده حتى وصل إلى ما وصل إليه، ولربما تأتيه مفاجأة من نوع آخر تطيح كل آماله وتجلي رأسه من الحيرة والتغبيش.. ألسنا في بلاد المفاجآت؟!

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: