لن تقف الإصابات بوجه الشياطين
نوار زيتون
بمعنويات "سولسكاير" وعزيمة شبان الـ"أولد ترافورد" يحلّ مانشستر اليوم ضيفاً على باريس سان جيرمان في قمة الـ"بارك دي فرانس" ضمن منافسات دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.
ويتقدم الفريق الباريسي بنتيجة الذهاب بهدفين نظيفين في مباراةٍ كان اليونايتد فيها أكثر خطورة على مرمى العملاق "بوفون"، لكن تصريحات "سولسكاير" في المؤتمر الصحفي تدب التفاؤل في نفوس اللاعبين والمشجعين حيث قال: "اللاعبون كانوا رائعين في المباريات التي خضناها خارج ملعبنا، لقد فزنا على ثلاثي لندن تشلسي، أرسنال و توتنهام، ما يمنحنا الإيمان بقدرتنا على تكرار ذلك"، فتحقيق ريمونتادا أمرٌ ليس بالعصب على سان جيرمان الذي تلقى قبل عامين خسارة موجعة من برشلونة الإسباني عندما خسر بنتيجة (6-1) رغم فوزهم في الذهاب بنتيجة (4) مقابل لاشيء.
فالانتماء للنادي والتضحية من أجل الشعار عادات وتقاليد يتوارثها الإنجليز عبر الأجيال، والجزء الأكبر من تاريخهم هو قلعة بُنيت في مدينة مانشستر وجعلت من نفسها عاصمة كروية، بعدد ألقابها المحلية والأوروبية، فكانت أول من جلبت اللقب الأوروبي للإنجليز عام الـ1966.
والعودة بالنتيجة في المواعيد الكبرى ثقافة أدخلها "أليكس فيرغسون" بأقدام جيل التسيعينيات، عندما عاد بالنتيجة في نهائي الـ99 أمام الممثل الأول لألمانيا أصحاب الأوقات الأخيرة بايرن ميونخ، وبرأسية "سولسكاير" اللاعب أُعطيَ أول درس في الريمونتادا من ملعب كاتلونيا الـ"كامب نو"، فلا داعي للاستغراب في حال العودة لأن كلمة "مستحيل" لا توجد في قواميس الشياطين الحمر، وطريق ربع النهائي معروفٌ عند أصحاب الألقاب الثلاثة.
وتتسم هذه المبارايات بالضغط الخارجي بالإضافة إلى الضغط الذي يمارسه أصحاب الأرض مدعوماً بجمهور ملعبه، فليتذكر "توخيل" أن الضغط العالي والاستحواذ على الكرة قد يكلفه الكثير، ويراجع ما فعله "سولسكاير" مع "ساري" تشيلسي عندما أقصاه من كأس الاتحاد بالرغم من استحواذ المدرب الإيطالي، وكل وسائل الضغط لا تجدي نفعاً مع فريق جلب لقب "لوجنيكي" عام الـ2008 بركلات الترجيح أمام تشيلسي اللندني الذي كان متعطشاً للقب أوروبي.
ولأن أكاديميات الفرق الكبيرة تستمر في تخريج شبانها، وستكون أكاديمية مانشستر على الموعد بعدما استدعى المدرب خمسة لاعبين منهم للتشكيلة الأساسية، وهم الهولندي "تاهيث تشونغ"، "جيمس غارنر"، "أنجل غوميز"، "مايسون غرينوود" و"براندن وليامس".
وسيستغل الباريسيون الغيابات الكثيرة في صفوف مانشستر وعلى رأسهم المتألق الفرنسي "بوغبا" بسبب تلقيه البطاقة الحمراء في مباراة الذهاب، إلا أن غياب الثنائي "نيمار" و"كفاني" يريح دفاع المان يو قليلاً.
لذلك كل التوقعات مفتوحة وفي دوري الأبطال كل شيء متاح، ولأن ربع النهائي لا يقسم على اثنين فلمن يكون المقعد في موقعة باريس لصاحب التاريخ والألقاب مانشستر أم لنادي المال والاستثمار باريس؟
المصدر: خاص
شارك المقال: