Wednesday April 24, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

لماذا سوريا دولة مهمة للصين.. ولماذا العكس؟!

لماذا سوريا دولة مهمة للصين.. ولماذا العكس؟!

اغمض عينيك قليلاً.. 

ولنتخيل هذا المشهد.. 

«الكهرباء» أصبحت 24/24

«لا مشاكل في توفر المشتقات النفطية.. البنزين موجود... والغاز متوفر»

«أبنية سكينة شاهقة وحديثة»

«سكك قطارات.. وطرقات جديدة ومعبدة.. مطارات حديثة»

«سعر صرف مضبوط.. وسلع متوفرة بأبخس الأثمان»

كل ذلك تحت شعار «Made in china»

دعكم من ذلك.. 

قد يدور في أذهانكم بعض الأسئلة.. هل كل ذلك "مجاني" ؟!

وما المقابل المطلوب.. ؟!

البعض يتهمها هنا بتنفيذ «دبلوماسية الديون».. فيما ينظر إليها آخرون كـ«قوة مالية عظمة.. وصديقٍ حقيقيٍ»

«الصين» و«سوريا».. «سور القوة الجديد»

شكلت زيارة وزير الخارجية الصيني إلى العاصمة «دمشق» للمرة الأولى منذ بدء الحرب السورية بالتزامن مع أداء القسم الدستوري للرئيس السوري "بشار الأسد" نقطة تحول هامة جعلت وسائل الإعلام العالمية قبل المحلية أن تحلل وتطلب المعلومة والعلم حتى لو في «الصين».. 

«لمحة سريعة»

منذ بدء الحرب في سوريا، اتسمت سياسية «بكين» بالبراغماتية السياسية.. ففضّلت سياسة اللعب على المدى الطويل لتحقيق مصالها الاقتصادية والسياسية، مستخدمة طابع التعامل بالقوة الناعمة بدل الصلبة ومرتكزة في سياستها على المبادئ الخمسة للتعايش السلمي التي أقرها الحزب الحاكم في الصين.

«دبلوماسية مرنة» تخللها مواقفٌ سياسية حاسمة في المحافل الدولية تجاه المخططات الأمريكية والغربية عبر استخدامها لحق النقض "الفيتو" ضد مشاريع تهدف إلى إسقاط النظام في سوريا أو زعزعته..

الصين لا تثق بنيات واشنطن.. فسعت للحل السلمي وخرجت بإطار جنيف 1، وعارضت جنيف 2 بسبب التوجه لعزل إيران عن المشاركة في المؤتمر.. 

في المقابل، لم تشارك بنفسها في الحرب والأعمال القتالية كما فعلت كل من تركيا وروسيا، وفضلت سياسية الانتظار تمهيداً لحصد ثمار دبلوماسيتها الهادئة للحصول على كعكة "إعادة الإعمار"..

فلماذا سوريا مهمة للصينيين ؟!

يقول مثلٌ صيني «الماء البعيد لا يطفئ الحريق».. وهو الأمر الذي دفع بكين للتحرك مؤخراً.. 

فالسياسية بالنسبة لها مهمة لكن الاقتصاد أهم..

ولنعد بالزمن إلى الوراء وتحديداً في عام 2014.. عندما جاء رئيس جديد للصين اسمع «شي جين بينغ» ومعه حلم اقتصادي واحد مبادرة «الحزام والطريق» التي تضم 138 دولة و30 منظمة.. وتقدر تكلفته بـ4 - 8 تيليرون دولار.. شبكة طرقات برية وبحرية تربط دول العالم بعضها ببعض..

وتعتبر سوريا نقطة استراتيجية لتحقيق هذا الحلم وانضمامها يعني الكثير للصين.. لماذا ؟! 

لأنها بوابة العبور لأوروبا.. أيّ أوراسيا

استعادة "دمشق" لمناطق واسعة من أيدي المعارضة ساهم بتعزيز رؤية الصين لاستثمار إمكانيات اقتصادية طويلة المدى تفيد "الحزام والطريق".

لماذا الصين مهمة لـ"سوريا".. ؟!

تمر «دمشق» بأسوأ أزمة اقتصادية في ظل قانون عقوبات تفرضه واشنطن عليها تحت اسم قيصر أضف إلى ذلك جوار مشتعل يمر أيضاً بظروف اقتصادية صعبة وأكبر مثال على ذلك "لبنان".

واقع كهربائي سيء.. ظروف معيشية صعبة.. صعوبة في الاستيراد والبناء.. وعملية إعمارها ستتطلب استثمارات تتراوح بين 250 و400 مليار دولار... كل ذلك لن تجده إلا في دولة واحدة "صديقة بالنسبة لك".. هي الصين

تنظر سوريا إلى بكين على أنها منقذ محتمل مع افتقار الروس والإيرانيين إلى القوة المالية...

اقتصاد مستقر، وقدرة صناعية هائلة، ورأس مال ضخم.. وقدرة على التعامل مع العقوبات الأمريكية.. كل ذلك يمثل بالنسبة لـ"دمشق" الخيار الأمثل..

يكرر السوريين وصف الصين بـ«الصديق الحقيقي»

طرف دولي غير استغلالي ويؤمن بالمصلحة المشتركة ويكون الربح للجميع

على «مبدأ لا تعطيني سمكة بل علمني كيف أصطاد»

في عام 2018 لم يخف السفير الصيني في دمشق تشي تشيانجين اهتمام بلاده بسوريا وإعلان نيتها توسيع موطئ قدمها الاقتصادي والسياسي والعسكري في المنطقة، فعملت حوالي 200 شركة صينية في قطاعات الاتصالات والنفط والغاز والنقل و58 شركة في العام الذي يليه رغم العقوبات الأمريكية..

تقول المصادر إن 6 شركات صينية مرشحة لإعادة الإعمار، فيما تنتظر 3 شركات لاستخراج النفط.. عودتها للعمل بعدما توقفت جراء الحرب.. البترول الوطنية الصينية.. شركة الصين للبروكيماويات "سينوبك"، شركة "سينوكيم".

يقال عن الصينيين أنهم يستطيعون تقليد أيّ شيء.. فهل بمقدورهم استنتاخ تجربتهم السابقة قبل 40 عاماً والتي نقلتهم من دولة فقيرة إلى أكبر اقتصاد في العالم وتحقيق المعجزة الاقتصادية في سوريا.. ؟!

https://www.facebook.com/105986514160132/videos/334049948381429

المصدر: خاص

بواسطة :

Johnny Doran

Chief Editor

شارك المقال: