لغز البغدادي في تدمر

بعد الأنباء التي تحدثت عن وجود زعيم تنظيم داعش "أبو بكر البغدادي" في تدمر السورية، ومحاولته دخول العراق، لا يمكن عدم الربط بين ما كشفه المصدر الاستخباراتي لروسيا اليوم عن مكان وجود البغدادي وبين الهجمات الأخيرة التي شنّها عناصر التنظيم على مواقع الجيش السوري في الأيام الأخيرة.

فاللافت أن داعش الذي خرج من بلدة الباغوز اخر معاقله في شرق الفرات بعد اتفاق مع ميليشيا"قسد" و"التحالف الدولي"، بدأ بشن الهجوم في البادية الممتدة من جبل أبو رجمين شمال شرق تدمر ،وصولاً إلى ريف دير الزور الغربي، وهو نفس المكان الذي صرّح به المصدر عن مكان تواجد البغدادي، مبيناً أنّ محاولات دخوله تصطدم بالإجراءات الأمنية المشددة على الحدود العراقية السورية.

ولا سيما أن الهجمات كانت بشكل كمائن على الطرق الدولية، في محاولة لفتح ثغرة توصل زعيم التنظيم مع أفراد مقربين منه من جنسيات سعودية وتونسية وعراقية إلى العراق، حيث يسعى إلى الاعتماد على أنصاره الموجودين في بعض المناطق الحدودية مع سوريا، لإعادة هيكلة التنظيم، وهي معلومات انتزعت من مقربين من البغدادي اعتقلوا مؤخراً بحسب المصدر.

وهو ما أكده المرصد المعارض في تقرير له أنّ هناك "تصعيداً كبيراً" في هجمات داعش وخلاياه ضمن مناطق متفرقة غرب نهر الفرات وفي البادية السورية منذ إعلان "التحالف" و"قسد" ما أسموه "هزيمة" التنظيم في شرق الفرات من خلال معركة الباغوز، التي انتهت بشكل مفتوح دون حسم نهائي مع بقية عناصر التنظيم الذين لم يُعرف مصيرهم، مما يشير إلى تيسير انتقالهم باتجاه أماكن سيطرة الجيش السوري في ريف دير الزور الغربي والبادية السورية التي تمتد على مساحة تصل إلى 4000 كلم مربع.

والجدير بالذكر، أنه وعلى الرغم من سقوط تنظيم داعش في سوريا والعراق، ما يزال مصير زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي لغزاً غامضاً، يمكن أن يكون حلّه في تصريحات مندوبي "التحالف الدولي" عن إصرارهم على النيل منه، وتقديم المكافأت المبالغ بها لمن يدلي بمعلومات عنه، كأنهم يرصدون جائزة لأمر وهمي استحدثوه ليكون بوابتهم نحو بقاء طويل في المنطقة. 

 

المصدر: خاص

بواسطة :