لبنان.. واجهة الحل في المنطقة!
في كل مرة ينجح فيها اللبنانيون بتآليف الحكومة، يعود إلينا شريط الأحداث المرافقة لتشكيل الحكومات اللبنانية، فطريق التسوية في ذلك البلد الصغير لا يعبّد إلا بتوافق إقليمي ودولي.
فعندما يكون القرار بالتهدئة والاتفاق في لبنان، تكون الأمور في السليم من ناحية العلاقات بين الدول المؤثرة في الوضع اللبناني.
البداية كانت مع معادلة الس س "سوريا - السعودية" عام 2009، التي كانت الأساس في التوافق على حكومة يرأسها شخصية محسوبة على تيار المستقبل، برضى من الأطراف المحسوبة على دمشق.
اليوم الوضع يختلف مع خروج تيار الحريري من العباءة السعودية، وانقلاب الوضع اللبناني بثورة السابع عشر من تشرين، والتي فرضت شيئاً من التوزيع القائم على أساس الشخصيات الوطنية دون الحزبية.
إلا أن الأكيد أن التوافق على تشكيل الحكومة اللبنانية يوحي بسير المنطقة نحو تسوية شاملة لعدة ملفات، بدأت في لبنان، وستمدد إلى الباقي.
الحرب السورية بدأت عندما جاء ميقاتي كرئيس للوزراء بعد إسقاط حكومة سعد الحريري عام 2011، اليوم تبدو القصة معكوسة، والنقطة المشتركة هي سوريا.
بدأت دول عربية ومنها لبنان، بالوصول إلى أبواب دمشق بشكل صريح دون خشية من الأمريكي، خصوصاً أن الفيتو القادم من واشنطن، الذي كان يتخذه البعض ذريعة لتبرير تجنب فتح قنوات اتصال مع سوريا، أصبح أو بات مع الماضي.
الأمريكيون سمحوا بزيارة الوفد اللبناني إلى دمشق، في خطوة اعتبرت صفحة جديدة في العلاقات بين دمشق وبيروت، وعلامة جديدة على استدارة غير متوقعة من الولايات المتحدة تجاه سوريا.
بعد أيام من الزيارة تشكلت الحكومة اللبنانية، ليعاد تشكيل الوضع اللبناني، بما يناسب الوضع القائم في المنطقة، التي تبدو فيها القوى الإقليمية والدولية كمن يعيد بناء قواها في مراكز حضورها وانتشارها السياسي والاستراتيجي الراهن.
فاليوم يبدو لبنان كما عادته واجهة للحل لملفات المنطقة ككل، ويمكن القول إن ميقات الأمور مربزط بعودة ميقاتي، وإن كانت هذه الجزئية لا تعني الكثير باللغة السياسية الواقعية، غير أنها إشارة إلى بدء إعادة التموضع نحو التهدئة والاستقرار، فالوضع اللبناني محكوم بالتوافق الإقليمي، ولا يمكن إنجاز حكومة أو انتخابات فيه إلا إذا كان الجميع متفقاً على ملفات أكبر.
https://www.facebook.com/QstreetJournal/videos/382939129904575
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: