Thursday March 28, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

«لاكاسا دي بابل».. هكذا تتعاطف مع اللصوص

«لاكاسا دي بابل».. هكذا تتعاطف مع اللصوص

لصوص على هيئة مناضلين!

يقنعونك أن السرقة «فعلٌ مقاوم»

يأخذون المدنيين رهائن ويتخذونهم دروعاً بشرية

ومع ذلك يظهرون لك وكأنهم «حماة الرهائن»

أما سلطة القانون ومؤسسات الجيش والاستخبارات.. «شياطين»!

«لاكاسا دي بابل».. هكذا تتعاطف مع اللصوص

«لا تعشقي يسارياً.. سينساك ويفكر في العمال والكادحين.. سيحدثك في الليالي الرومانسية عن الثورة والخبز والسلام»

لاتعشقي يسارياً مثل «تشي غيفارا» لأنه سيكون كذلك.. أما الشخصيات اليسارية التي يقدمها مسلسل «لاكاسا» بإمكانك عزيزتي المعجبة أن تعشقي إحداها، فالسهرة مع «برلين» مثلاً ستكون ممتعة للاستماع إلى حديثه عن سرقاته الناجحة و«ليالي البورنو» الطويلة!

لاشك أن الطبقية وغياب العدالة الاجتماعية، والشعور بالاضطهاد، حافز كبير لتفكر بالثورة، أو تتأثر بأحداث وشخصيات ثورية..

لكن يبدو أن الأمور بدأت تختلط على الجماهير في العشر سنوات الأخيرة، بعد أن اجتاحت الشاشات مجموعة من الأفلام والمسلسلات، تقدّم المافيات والمهربين واللصوص على أنهم ثوّار، وتظهر القانون والحكومات على أنها شياطين يجب مقاومتها.

انتقام

مجموعة شخصيات في مسلسل «لاكاسا» تعرّضت للظلم أو شعرت بأنها تعرّضت له، مثل «البروفيسور سيرجيو».. فالقصة تقول بأن هذا البروفيسور جاء لينتقم من أحداث وقعت حين كان طفلاً، حيث كان مريضاً واحتاج والده المال لعلاجه، فاضطر إلى سرقة بنك، لكن الوالد قُتل بإطلاق النار عليه أثناء محاولته سرقة البنك.. يُشفى الطفل «سيرجيو» ويكبر ويقرر الانتقام من التاريخ.. وأيضاً يريدها ثورة ضد «الرأسمالية»!

إن لم تكن معنا فأنت سيء!

ثورة على نظام اقتصادي فاسد تعتمد على اللصوص، وتعرّض حياة أناس «لاناقة لهم ولا جمل» للخطر، وتستخدم رموز وألوان ثورية، بينما اعتمادها الأساسي في إيقاف هجوم قوات الشرطة على «الرهائن»

حتى الرهائن تتم شيطنة بعضهم، وإظهار ضباط الشرطة والاستخبارات على أنهم مرتزقة، انتهازيون..

مشهد لا يمكن فهمه: لصوص يحتجزون رهائن داخل دار صك العملة الإسبانية، بينما تحتشد الجماهير في الخارج تهتف باسمهم، وفي النهاية هم سيأخذون المال ليقضوا وقتاً ممتعاً في أكثر الأماكن رفاهية حول العالم، وسيصبحون «رأسماليين»، تماماً مثل أولئك الذين يقولون إنهم يناضلون ضدهم، ولكن لأنهم ثوّار سيلقون بعض المال «الفتات» من الطائرة على الجماهير الفقيرة المحتشدة في الشارع.

البروفيسور.. مراد علم دار.. جبل شيخ الجبل

من يثأر من النظام الاقتصادي والسياسي هنا ليس العمال أو الجماهير الواعية بل اللصوص والمافيات وتجّار السلاح والقتلة المأجورين.

وإذا كان مسلسل «لاكاسا» حاول إظهار رقّة اللصوص في معظم حلقات المسلسل، فإن مسلسلات أخرى مثل «وادي الذئاب» و«الهيبة» تفننت في إظهار عنف الأبطال، وطرق القتل الشنيعة التي يرتكبونها، من تعذيب وحرق وتقطيع أوصال.. ولكن رغم ذلك فهم يقدمونهم للمتابع على أنهم أبطال، وأكثر المتابعين من اليافعين تأثروا بهذه الشخصيات، وأصبحت «قصة شعر» جبل شيخ الجبل على سبيل المثال «الموديل» المفضل للشباب!

متلازمة استكهولم

‏الأبطال يدمرون حياة عشرات البشر، بمبرر أنهم تعرّضوا للظلم ذات مرة، ويحصدون التعاطف بقدر قدرتهم على تحدّي السلطة الغاشمة، وانتزاع حقهم بطريقة غير قانونية.

هنا يقع الجمهور في قبضة اللصوص، ويغدو رهينة أفكارهم، يُصاب بمتلازمة «استكهولم»، تماماً كما تتعاطف الرهينة في «لاكاسا» مع الخاطف.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: