كيف تقرأ ما أمامك بسرعة! وفهم!!
خاص
مع مطلع القرن الحالي بدأت تصل إلينا أخبار عن تقنيةٍ خاصة أطلق عليها اسم القراءة السريعة، حيث تعتمد هذه التقنية على مفهوم التصفّح العاجل للنص، دون الاطلاع على كل كلمة فيه، وبناءً عليه يكون أمام القارئ عملية توجيه إدراك للدماغ يستطيع من خلالها فهم محتوى الجملة من سياقها المعنوي لا المكتوب كاملاً.
من أبسط الطرق التي تتحقق منها القراءة السريعة اعتماد قراءة الجملة الأولى والجملة الأخيرة من كل فقرة، حيث تعطي إيحاءً لما تحتويه الفقرة من معلومات دون الغوص بتفاصيل الأرقام والإحصاءات الموزعة على صياغة الفقرة اللفظية.
وعند الحاجة إلى قراءة محتوى النص يتم الاهتمام بالكلمات الرئيسية والمفتاحية والابتعاد عن الكلمات الصغيرة (في اللغة العربية أحرف الجر وأحرف العطف وظروف الزمان والمكان ) لأنّ هذه الكلمات يمكن إدراكها بشكل مباشر دون الحاجة إلى التدقيق فيها أو الاعتماد على حفظها كاملةً في الذاكرة.
كثيراً ما عُرِف أشخاصٌ عبر التاريخ بقدراتهم الهائلة على القراءة السريعة قبل تعريفها بشكل لفظي فالمتنبي والجاحظ وأبو العتاهية مثلاً رُويت عنهم أخبار أنهم تمكنوا من قراءة كتب ضخمة خلال أزمنة قياسية، وهؤلاء العلماء لم تأتِ قراءتهم من عبث، فهم بشكل أساسي مثقفون ومتمرسون على التعامل مع الكتب، فمن الصعب جداً على شخص لا يتعامل مع الكتاب بشكل نهائي أن يطبق القراءة السريعة في حياته، فرغم محاولات وجود تطبيقات حاسوبية وبرامج حديثة اهتمت بمساعدة الناس على الاعتماد على هذه المعرفة إلا أن نسبة المستفيدين منها قلّة قليلة، وذلك لأنّ قرّاء الكتب والمثقّفون في العالم هم قلّة قليلة.
لا تعطِ القراءة السريعة فحوى النص بحذافيره ولا ينصح بها في الدراسات الامتحانية أو الأكاديمية لأنها غير مرغوبة ولا تودي إلى النجاح؛ إنما يمكن لشخص مستعجل أن يتصفح فحوى مقال أو كتاب من خلال تقليب صفحاته سريعاً معتمداً على قراءة الجملة الأولى والأخيرة أو الكلمات الرئيسية، كما ينصح عادةً بالاعتماد على الفهرس من أجل الاطلاع على مضمون الكتاب وذلك لتسهيل الاختيار بين كتابين يحملان ذات الموضوع، وكثيراً ما تساعد الهوامش والحواشي المضافة إلى الكتاب إلى التعريف السريع بالمضمون، باعتماد توجيه العقل في حالة تركيزية على القراءة المضمونية.
لايمكن استثناء النص من إمكانية نجاح أو فشل القراءة السريعة فالنص الأدبي البلاغي لا ينجح معه هذا النوع من القراءة كما أن توجّة الكتّاب أنفسهم جعل منهم يحاولون كتابة نصوص تساعد من خلال جملها القصيرة الواضحة والمكتوبة بأسلوب سهل وواضح بقدرة تامة على تحقيق هدف قرّاء هذه الأيام المستعجلين على إنهاء ما يقرؤونه بأسرع وقت.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: