Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

كيف كسب السعوديون صديقاً داخل "البيت الأبيض"؟

كيف كسب السعوديون صديقاً داخل "البيت الأبيض"؟


نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، تحقيقاً مطولاً تناول العلاقة بين السعودية وجارد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره للشرق الأوسط.

واستندت الصحيفة إلى وثائق حصلت عليها من صحيفة "الأخبار" اللبنانية، التي نَشرت، قبل أيام، ملفاً مفصلاً عن العلاقة الأميركية - السعودية في عهد ترامب بعنوان "السعودية ــ ليكس: تأريخ علاقة بن سلمان وترامب".

التحقيق الذي نُشر في "ذا تايمز" بعنوان "التودّد إلى جارد كوشنر: كيف كسب السعوديون صديقاً داخل البيت الأبيض؟"، تحدّث عن تفاصيل هذه العلاقة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن كبار المسؤولين الأميركيين "كانوا قلقين لا سيما بعد أنباء تفيد بأن كوشنر، ومنذ الأشهر الأولى لإدارة ترامب، أجرى محادثات خاصة غير رسمية مع الأمير محمد بن سلمان".

 أما هذا القلق، فنابع من "انعدام الخبرة السياسية لدى كوشنر، التي يمكن أن تجعله عرضة لتلاعب السياسيين به"، وذلك بناء على رأي ثلاثة من كبار المسؤولين الأميركيين السابقين.

وفي السياق، أشارت الصحيفة إلى أن "المحادثات والمراسلات بين الرجلين استمرّت إلى ما بعد الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر، اليوم الذي قُتل فيه الصحافي السعودي جمال خاشقجي".

وفي خضم العاصفة التي أثارها قتل خاشقجي حول العالم واستنتاج وكالات الاستخبارات الأميركية أن عملية القتل تمت بأمر من ابن سلمان، فقد أصبح كوشنر من أهم المدافعين عن ولي العهد السعودي داخل البيت الأبيض، بحسب ما يقوله أشخاص على معرفة بما يجري من مداولات ومشاورات.

الدعم الصارخ الذي يقدّمه كوشنر لابن سلمان في هذه الأزمة، يكشف عن دوره كهمزة وصل ساعدت في أن يصبح ترامب واحداً من أهم حلفاء السعودية الدوليين. إلا أن الصلات ما بين جارد كوشنر ومحمد بن سلمان لم تحدث صدفة. الوثائق والرسائل النصية التي استندت إليها الصحيفة، تلفت إلى أن ابن سلمان ومستشاريه، عملوا على تطوير العلاقة مع كوشنر لما يزيد على عامين.

وبحسب هذه الوثائق، فقد وصل وفد من الشخصيات السعودية المقرّبة من بن سلمان إلى الولايات المتحدة في الشهر ذاته الذي انتخب فيه ترامب رئيساً، وعاد بتقرير اعتبر كوشنر بؤرة حيوية في السعي لكسب صداقة الإدارة الجديدة. ولاحظ الوفد أن كوشنر قليل المعرفة بشؤون المنطقة، بينما يصب تركيزاً شديداً على التوصل إلى صفقة مع الفلسطينيين تتماشى مع المطالب الإسرائيلية.

وفي عرض أعدّه الوفد السعودي الزائر، ورد ما يلي عن الإدارة الأميركية الجديدة: «تتكوّن الدائرة الداخلية بشكل أساسي من مبرمي صفقات تنقصهم الدراية بالأعراف السياسية والمؤسسات الراسخة، وهؤلاء يؤيدون جارد كوشنر». ولقد أكد عدد من الأميركيين الذين تحدّثوا مع أعضاء الوفد أن ما ورد في العرض ينسجم مع ما جرى من نقاشات أثناء الزيارة.

أما بعد انتقال ترامب إلى البيت الأبيض، فقد كان كوشنر يستفسر عن عملية الخلافة على المُلْك في السعودية، وما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة التأثير فيها، الأمر الذي أثار المخاوف لدى بعض كبار المسؤولين من أنه كان يسعى إلى مساعدة محمد بن سلمان، الذي لم يكن بعد قد نُصّب ولياً للعهد، بحسب ما صرح به مسؤولان كبيران سابقان في البيت الأبيض. وانتابت الدبلوماسيين ومسؤولي الاستخبارات الأميركية مخاوف من أن إدارة ترامب قد تسعى إلى تعزيز مواقع العناصر المفضلة لديها في العملية السياسية بالغة الحساسية داخل الأسرة السعودية الحاكمة، كما صرح المسؤولون.

وبحلول شهر آذار/ مارس 2017، ساعد كوشنر في ترتيب لقاء رسمي على الغداء لمحمد بن سلمان مع دونالد ترامب في غرفة الطعام الرسمية التي يُستضاف فيها زعماء الدول داخل البيت الأبيض.

وفي تجاوز للأعراف المعمول بها، رتّب كوشنر لابن سلمان حتى يحظى بالمعاملة نفسها التي يحظى بها رؤساء الدول، بما في ذلك التقاط الصور والتغطية الإعلامية، وذلك بحسب ما صرح به شخص شارك في تلك الترتيبات.

المصدر: صحف

بواسطة :

شارك المقال: