«كورونا» يتحدى الاتحاد الأوروبي

شكّل تفشي فيروس كورونا المستجد أزمة جديدة للاتحاد الأوروبي قد تكون أشد خطورة من الأزمات السابقة، وتهدد مستقبل الاتحاد.

واعتبرت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أن الاتحاد الأوروبي يواجه أكبر تحدّ منذ تأسيسه، بسبب تفشي الفيروس التاجي.

وقالت ميركل، في مؤتمر صحفي اليوم، إن «الاتحاد الأوروبي يواجه الآن أكبر تحد منذ تأسيسه. وعلى الجميع الاهتمام بخروج أوروبا من هذه الأزمة أقوى»، مشيرة إلى أن هذا الأمر يشمل بالدرجة الأولى دول منطقة اليورو.

وعانى الاتحاد الأوروبي منذ تأسيسه عام 1951 من أزمات كثيرة، سببت تصدعات داخل الدول الأوروبية المنضوية تحت لوائه، من بينها أزمة الهجرة واللجوء حيث شكلت إحدى المسائل الخلافية بين دول الاتحاد، وأيضا أزمة الشعبوية حيث أحيت موجات اللجوء المشاعر القومية ومعها أحزاب اليمين الهوياتي الرافضة للاندماج الأوروبي ما جعل ظاهر الأزمات في الاتحاد اقتصادي لكن باطنها ثقافي، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية حيث عرفت منطقة الأورو، منذ نهاية 2009 وإلى يومنا هذا أزمة مالية حادة عرفت بأزمة الديون السيادية والتي أدت إلى اختلال كبير في صفوف الاتحاد.

ولاحقاً جاءت أزمة البريكست، التي تعتبر ضربة مؤلمة ونقطة فاصلة في تاريخ الاتحاد حيث قررت بريطانيا في صيف 2016 عبر استفتاء شعبي الخروج من هذا التكتل.

وأخيراً جاء تفشي الفيروس التاجي في القارة العجوز، وأدى إلى أزمات كبيرة وخلل وزعزعة في النظام العام للاتحاد، وبدل أن يكون فرصة لتدعيم التكامل بين الدول الأوروبية، لكن تطور وانتشار الفيروس بسرعة أدى إلى تحول سياسيات وإجراءات الدول إلى حمائية أكثر من تكاملية، وبات يهدد مصير اتحاد هذه الدول، وينبئ بسيناريوهات كارثية على المؤسسة الأوروبية، منها سيناريو تفكك الاتحاد.

المصدر: رضد

بواسطة :