كورونا سوريا: بداية ساخرة.. كيف ستكون النهاية؟!
مع غياب سوريا عن الخريطة العالمية للدول التي ينتشر فيها فيروس كورونا المستجد، تظهر إشاعات في الشارع السوري بين الحين والآخر تتحدث عن إصابات في عدد من المشافي، لكن سرعان ما تسارع وزارة الصحة إلى نفيها، حتى بات نفي الإشاعات مهمة يومية للوزارة المعنية.
لكن المشكلة الأساسية لاتكمن هنا، إذ إن كمية السخرية والاستهتار بفيروس أعلنته منظمة الصحة العالمية وباءً عالمياً، فاقت كمية الإشاعات، التي لم تحدث أي نوع من الخوف والالتزام بإجراءات الوقاية، باستثناء بعض المشاهدات التي يمكن أن تلحظها في الشارع.
انصب اهتمام روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا على النقد الممزوج بالسخرية في متابعتهم لأخبار كورونا وتفاعل الحكومة السورية معها، وقبل اتخاذ الحكومة أية إجراءات احترازية وجّه روّاد مواقع التواصل انتقادات لاذعة لعدم اعتماد حكومتهم إجراءات وقائية، واعتبروا أنها تعيش في عالم آخر.
اليوم ومع اتخاذ الحكومة إجراءات احترازية يمكن اعتبارها من الدرجة الثالثة أو الثانية، أي لم تصل إلى الحدود القصوى نتيجة عدم الكشف عن أية إصابة حتى اللحظة، فإن هذه الإجراءات لم تسلم من سخرية واستهتار روّاد مواقع التواصل.
لاتزال شريحة مهمة من السوريين تأخذ الوباء الجديد على محمل «المزح»، علماً أن هناك مشكلات جديّة كثيرة متعلقة بالتعامل مع كورونا، منها توفّر بعض المواد الخاصة بالوقاية وبأسعار مناسبة، وبداية استغلال التجار للوباء، حيث ماتزال هذه المشكلة في درجة متأخرة من اهتمامات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وينصب معظم الاهتمام على تناقل ونسخ منشورات تحمل طابع «النكتة» تجاه الفيروس المستجد وطرق الوقاية منه، حتى أن بعض نجوم الفن والدراما في سوريا ساروا في ذات الاتجاه، وصوّروا مقاطع ساخرة من الفيروس والإجراءات الاحترازية.
في المقابل، لم تتقبل شريحة أخرى من السوريين تناول موضوع كورونا بسخرية، وعبروا في منشوراتهم عن رفضهم للسخرية من فيروس يحصد الكثير من الأرواح في العالم.
اليوم، جميع مواطني إيطاليا محتجزون في منازلهم، وأعداد الإصابات والوفيات باتت الأعلى بعد الصين التي تطرد الوباء بالالتزام الكامل بإجراءات السلامة.. تتناقل المواقع الإخبارية أن سبب مايحدث في إيطاليا يعود إلى استهتار الشارع بالوباء في البداية ، وعدم التزامهم بإجراءات الوقاية.
ياترى، كيف ستكون درجة التزام الشارع السوري إذا ماتم الإعلان عن أول إصابة في سوريا؟ هل ستتحول السخرية إلى أدعية؟!.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: