Tuesday November 26, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

كلوب... قصة ريمونتادا تاريخية

كلوب... قصة ريمونتادا تاريخية

بقلم : هاني سكر

كسب ليفربول احترام الجميع بعد أن حسم لقاء نصف النهائي وتفوق على برشلونة برباعية نظيفة رغم افتقاده للعديد من النجوم الكبار مثل محمد صلاح وروبيرتو فيرمينو ونابي كيتا وأوكسليد تشامبيرلين كما توسعت القائمة لتضم أفضل ظهير بالبريميرليغ روبيرتسون الذي غادر الملعب عقب نهاية الشوط الأول.

يمكننا أن نتحدث عن الكثير من النقاط التكتيكية التي جعلت ليفربول يظهر بشكل أفضل باللقاء الثاني من حيث القدرة على الحسم كإشراك أوريغي كرأس حربة، بعد نسف هذا المركز ذهاباً، أو إشراك ثلاثي بالوسط يعرف جيداً كيفية قطع الكرات عدا عن تحسن أداء لاعبي الخط الخلفي بشكل واضح مقارنة باللقاء الأول لكن كل هذه الأشياء لم تكُن لتتم لولا إتقان ليفربول للفنون الخفية التي تجعل من أي تكتيك ناجحاً.

بعد أمسية الثلاثاء خرج جورجيو فاينالدوم ليتحدث للإعلام عمّا حضّره كلوب لأسبوع كامل حيث قال إن المدرب تحدث لهم مطولاً عن ذكرياته بلقاء بوروسيا دورتموند وريال مدريد 2012 حين فاز فريقه بأربعة أهداف لهدف وتحدث عن لقاء دورتموند وملقا الذي خطف فيه التأهل بفضل هدفين بالوقت القاتل كما تحدث عن عودة ليفربول أمام دورتموند بالدوري الأوروبي عام 2016 حين قاد فريقه الحالي لقلب تأخره بنتيجة 3-1 بآخر نصف ساعة من اللقاء لانتصار بالوقت القاتل.

لم يفقد كلوب الأمل ولو للحظة بل بدا بصورة الواثق من التأهل فحتى حين تلقى فريقه الهدف الثالث ذهاباً كان المدرب الألماني يضحك على الخط ويرفض اليأس وبالمؤتمر الصحفي قبل لقاء الإياب كان يتحدث مع الصحفيين ويضحك وكأنه لا يأبه لغياب نجومه عن اللقاء لذا ضمن نقل التحفيز الإيجابي للاعبيه وأعطاهم الثقة الكاملة لإيقاف ميسي وزملائه.

النقيض تماماً حدث ببرشلونة حيث قالت الصحف الكاتالونية أن معظم لاعبي البلاوغرانا كانوا يشككون بقدرتهم على التأهل قبل اللقاء رغم فوزهم العريض ذهاباً والعدسات كانت كافية لوحدها لنقل الخيبة التي كانت تغطي ملامح النجوم بعد تلقي الفريق للهدف الثاني إياباً حيث بدا أن الضيف بات بمثابة الميت معنوياً رغم الخبرة الكبيرة للاعبيه.

بذات الوقت كان كلوب لا يفكر بجر فريقه لسيناريو الانفعال الزائد على أرض الملعب فبقي هادئاً بانفعالاته بعد الأهداف الأربعة ويوجه لاعبيه للحفاظ على تركيزهم بظل معرفته بأنهم لن يحتاجوا للمزيد من التحفيز ومن ثم جاءت كرة الهدف الرابع والذي كان الفريق قد حضره سلفاً قبل اللقاء.

الصحف الإنجليزية قالت أن كلوب وطاقمه تنبهوا لكثرة اعتراضات لاعبي برشلونة على الحكم بعد أي توقف وتأخرهم بالتمركز نتيجة لذلك لذا التقى كلوب بالمسؤول عن أطفال الكرات كارل لانكستر وطلب منه أن يوجههم لتسريع إعادة الكرة للملعب بعد أي توقف وقبل 12 دقيقة من النهاية تذكر صاحب الـ14 عاماً أوكلي كانونير التعليمات فقدم الكرة سريعاً لألكسندر أرنولد الذي لعبها بدوره لأوريغي وكتب من خلالها التاريخ من خلال الهدف الرابع.

بالواقع تبدو قصة معظم اللاعبين الذين ارتدوا على أرض الملعب القميص الأحمر مثيرة للاهتمام فالمتوج بجائزة الأفضل بالبريميرليغ فإن دايك كان يعمل قبل 10 سنوات في مطعم ويتقاضى أجراً قدره 3 باوند فقط عن كل ساعة عمل وشريكه بقلب الدفاع جويل ماتيب عاش انتكاسة كبيرة بحياته بعد أن تخلى عنه نادي شالكه بسبب بطئه الرهيب الذي ساعد ريال مدريد على الفوز على الأزرق الملكي عام 2014 بسداسية نظيفة لكن مسيرته تغيرت تماماً بعد أن طلب منه كلوب اللحاق به لليفربول.

الظهير ألكسندر أرنولد لم يكُن قبل عامين إلا حلاً إسعافياً استخدمه كلوب بسبب عدم رضاه على الظهيرين كلاين ومورينو لكنه أصبح بعد ذلك اللاعب الذي تصفق له كل مدرجات الأنفيلد أما الحل الإسعافي لتعويض روبيرتسون بمركز الظهير فكان لاعب الوسط جيمس ميلنر الذي تخلى عنه مانشستر سيتي قبل 4 سنوات معتبراً أن مسيرته قد دخلت أيامها الأخيرة بعد بقائه المستمر على دكة البدلاء لكنه أثبت قدرته على الولادة من جديد.

ديفوك أوريغي يمثل حالة خاصة لوحده فقبل عام عاش هذا اللاعب إحباطاً كاملاً حين قرر فولفسبورغ عدم تمديد إعارته بعد أن سجل 6 أهداف فقط بموسم كامل بالبوندسليغا وبقي على الدكة بمباريات كثيرة وبعد عودته لليفربول اتجه الخيار لإعارته لفريق آخر لكن كلوب أوقف العملية بعد أن وجد أن كل العروض لن تقدم الفائدة الفنية للبلجيكي ليقرر الإبقاء عليه بليفربول ومن ثم ذهب أوريغي لكتابة التاريخ حين استغل هدية بيكفورد بالدوري وساهم بهدف حاسم بمرمى نيوكاسل السبت الماضي قبل أن يكتب قصة نجاحه بثنائية في مرمى برشلونة.

بالشوط الثاني أظهر أوريغي تناغماً رهيباً مع جورجيو فاينالدوم الذي لعب بمركز المهاجم الثاني للمرة الأولى بمسيرته، بالواقع لم يسبق للهولندي أن لعب مع أوريغي بهذا الأسلوب لكن التناغم بينهما بدا سريعاً حيث استغل تحركات زميله ليسجل الهدفين الثاني والثالث.

كرة القدم لا تسألك عن ماضيك ولا عن مستواك بل تهتم فقط لما يمكن أن تقدمه لها في تسعين دقيقة ولمباراة واحدة نجح كلوب بتحويل هؤلاء الشبان لمجانين واستغل كل العوامل لدفع فريقه لتقديم مباراة مثالية فهل يكون هذا كافٍ لفك عقدته مع النهائيات الأوروبية؟ سؤال سنعرف جوابه قريباً.

شارك المقال: