Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

كلمات في رثاء المسرحي فرحان خليل

كلمات في رثاء المسرحي فرحان خليل

حسان يونس

فقدت الساحة الثقافية السورية المسرحي المخضرم فرحان خليل عن عمر يناهز 65 عاماً في مدينة اللاذقية، ليترجل عن صهوة جواده، فارس من فرسان المسرح السوري ورمز من رموزه، عاش وعمل وكتب بعيداً عن الأضواء، مكتفياً بإرثٍ من الدراسات النقدية والأعمال المسرحية والكتابات الصحفية. 

ولما اعتزم الرحيل، استأذن الموت في كتابته الأخيرة، لتخرج عشيقته من زرقة بحر مدينته، وتغلق الباب من خلفه، وتكون عرّافته قد صدقت في نبوءتها، كأنه ذلك الناعي قبل مماته.

"قالت لي العرافة: ستخرج عشيقتك من المالح في زرقة الماء وتدخل في جسد صنوبرة فتية التكوين، ستعوي الذئاب حولها وتموت وأنت مقتولاً بقبلة". 

ليكون خليل من هؤلاء الذين يهددون بالرحيل، ويريدون فقط أن يُطلب منهم البقاء، وأن يشعروا أن وجودهم مرغوب فيه.. من الذين يريدون الرحيل حقًا دون تهديد، نفذ حكمته بلا استئذان، ولحق بركب الفرسان والشرفاء، ليكون ذلك الوادع أبداً..الرائق أبداً..والعذب أبداً ، العابر للزمان والمكان،  حيث لا ضغائن ولا أحقاد ولا رغبة فى هيمنة، أخذ الحب كله والمسرح كله، والعناء كله، وأعطانا خلوده الممتد امتداد الزمن، فكان مثالياً طوال الوقت، مطارداً لحرية مفقودة، عاش باستحقاق وجدارة، ومات بعدما أحيا إنسانه المهمش فينا، ذاهباً من هنا إلى هناك دون ضجيج كعادته.

 قدم خليل طيلة مسيرته عديد المسرحيات التي طبعت في المسرح السوري، منها إخراجاً: القبض عى طريف الحادي، الهزيمة،رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة، يوم من زماننا، قصر الأسكريال، السيد والخادمة، طقوس الإشارات والتحولات، الأيام المخمورة، زورق يبحر في غابة، بلاد أضيق من الحب، عنبر رقم مليون، أما المونودراما التي كتبها وأخرجها : كاليكولا، التصريح الأخير لشهريار، تداعيات الزمن المر. المونودراما التي كتبها: صوت امرأة، أحدب نوتردام، موت الحلاج وفرحه، القبلة الأخيرة لديدمونة.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: