خبير روسي يكشف ماذا حققت روسيا من أهداف خلال تدخلها في سوريا
منذ بداية الحرب في سويا، برز دور روسيا كأحد أهم اللاعبين، ولربما الأهم، على الساحة السورية، وخاصة من الناحيتين العسكرية والسياسية، ولإيضاح هذا الدور في سوريا، استضافت المبادرة السورية في كلية واشنطن للقانون في الجامعة الأمريكية ندوة حول العلاقات الغربية الروسية، بما يتعلق بالملف السوري.
وشارك في هذه الندوة، عدد من الباحثين الدوليين، منهم الدكتور أندريه كورتنوف المدير العام للمجلس الروسي للعلاقات الخارجية، والسيد يوست هيلترمان، مدير برامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية، وقدم الحوار في الندوة جرعة تحليلية للموقف الروسي بشيء من الدقة.
وكشف أندريه كورتنوف، بأن «التدخل الروسي في سوريا كان مغامرة محسوبة لتحقيق العديد من الأهداف، والتي يتربع على رأسها إعادة روسيا كلاعب أساسي على الساحة الدولية وتأكيد تعافيها من الأزمات الاقتصادية والسياسية التي سبق وأن ألمت بها».
ويهدف هذا التدخل إلى تأكيد رفض روسيا لتغيير الأنظمة بقوة الشارع والمنظمات غير الحكومة باعتبارها امتداداً للمشروع الغربي ضد نفوذ روسيا، والتأكيد على أن الانتخابات هي الآلية الوحيدة المقبولة لتداول السلطة. بحسب كورنتوف، الذي أضاف بأن «رغبة روسيا برد اعتبارها من المعسكر الغربي بخصوص ما اعتبرته خدعة تمرير قرار لتغيير النظام الليبي في مجلس الأمن، ومنافسة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في ظل حالة الإحباط لدى حلفاء واشنطن بعد تخلي الإدارة الأمريكية عن الرئيس حسني مبارك، ثم عقد الاتفاق النووي مع إيران على حساب مصالح الدول العربية التي كانت تعتبر نفسها الحليف الأقوى لأمريكا في المنطقة، وبذلك قدمت روسيا نفسها كشريك مخلص لحلفائه بعكس الولايات المتحدة الأمريكية التي تتخلى بحسب تغير مصالحها».
إلى جانب ذلك، هناك هدف عسكري أيضاً في سوريا ومنها تجربة وتسويق أسلحة وتقنيات عسكرية روسية حديثة، وتسخير الشركات الأمنية الخاصة لتكون الذراع غير الرسمي لروسيا للتدخل في مناطق أخرى لتعزيز سياستها ونفوذها واعتباره النموذج الروسي الجديد الواجب مراقبته وخصوصا بعد نجاحه في ليبيا، بحسب الباحث كورنتوف.
طبقت روسيا تدخلها في سوريا على غرار أفغانستان، فعلى سبيل المثال لم تزد الكلفة السنوية للتدخل العسكري الروسي في سوريا عن ملياري دولار سنوياً، وهي ميزانية بسيطة مقارنة بميزانيتها العسكرية، ويبقى تأثير هذا الرقم محدوداً في أوساط الشارع العام الروسي مقابل طموحه الدائم في عودة روسيا كلاعب دولي أساسي.
المصدر: وكالات
شارك المقال: