جورج قرداحي..«كبش الفدا»!
ذاتَ حلقة.. جمعَ متخاصمَين من صعيد مصر، بينهما «ثأر» عمره 10 سنوات، وقتلى من عشيرة الطرفين فاقوا الـ10 أشخاص، لكنه استطاع بإدارته الجيدة للحوار، وببرودة أعصابه، أن يوقف شلال دمٍ في الصعيد، تحت عنوان «المسامح الكريم».
بعد أن كان الحَكَم في برنامج تلفزيوني.. دخل عالم السياسية، وأصبح الخصمُ لا الحكمُ.
قال كلاماً سياسياً فجّر غضب السعودية عليه وعلى لبنان.. فـصار خصماً لحكومة لا يوجد برنامج تلفزيوني في العالم قادرٌ على جعلها تسامحه!.
جورج قرداحي.. «كبش الفدا»
ربما كانت أقصى أحلام جورج قرداحي أن يظهر على الشاشة كنجم إعلامي، وأن يحيط به المعجبون ليلتقطوا الصور معه، ويحصلوا على توقيعه، لكن أن ترتفع صوره في شوارع عاصمة عربية كـ«بطل سياسي»، فذلك لم يكن ولا حتى في أحلام قرداحي.
الإعلامي اللبناني وصف، في تصريحات تلفزيونية، الحرب السعودية على اليمن بـ«العبثية»، وقال إن الحوثيين يدافعون عن أنفسهم، فعلّقوا صوره في شوارع صنعاء.
لكن في المقابل.. فجر قرداحي غضب السعودية الكامن على لبنان، وكان كلامه القشة التي قصمت ظهر البعير.
السعودية والبحرين والكويت سحبوا سفرائهم من لبنان.
الإمارات سحبت دبلوماسييها.. أما قطر فاكتفت بـ«الاستنكار»!.
وتبقى «السعودية» المشكلة الأساس.. وصاحبة «الثأر».
فهل كان جورج قرداحي سببَ التصعيد السعودي ضد لبنان حقاً؟.
قالها المسؤولون السعوديون صراحة: إن سبب غضبهم على لبنان هو هيمنة حزب الله، ومن خلفه إيران.
الحرب الدبلوماسية السعودية ضد لبنان بدأت قبل 4 سنوات.
6 تشرين الثاني 2017.. أجبر حكام الرياض رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري على تقديم استقالته من أراضي المملكة، وصار واضحاً حينها أن الحريري «مختطف» في السعودية
بعد يومين.. أعلنت الرياض أنها ستعامل حكومة لبنان كـ«حكومة إعلان حرب» بسبب حزب الله.
ثم دعت كل من السعودية والإمارات والبحرين والكويت مواطنيها إلى مغادرة لبنان.
ومنذ ذلك الوقت علاقة السعودية بلبنان «فاترة».. حتى أن حكومة ميقاتي الجديدة التي رضي العالم كله بها، لم ترضي الرياض، بل ورفضت وساطة باريس، حين طلب ماكرون موافقة حكام السعودية على استقبال ميقاتي.
إذاً المشكلة في نفوذ إيران كما تزعم الرياض، ونقص دم العروبة الذي يجري في عروق بلاد الأرز.
لكن للتاريخ حديث آخر.. عام 1966 هدد حكام الرياض بيروت، بحصار اقتصادي وسحب ودائع وطرد أبنائها، والسبب «فائض العروبة» في عروق لبنان حينها، ووقوف أطراف لبنانية في صف الزعيم المصري جمال عبد الناصر وقتذاك.
في الستينات كان «المدّ العروبي الناصري» المشكلة.. وحالياً «المدّ الفارسي».
وكالعادة تلجأ السعودية مجدداً إلى الإجراءات الكيدية وتستخدم سياسة «العقاب» ضد لبنان، وفق «المنطق الزبائني» الذي يحكم علاقاتِها الخارجية.
وليس جورج قرداحي في هذه المعمعة سوى «كبش محرقة»!.
https://www.facebook.com/QstreetJournal/videos/426815575459831
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: