Tuesday January 7, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

إيطاليا تحارب كورونا بفكرة من القرن العشرين

إيطاليا تحارب كورونا بفكرة من القرن العشرين

يسعى سكان مدينة نابولي الإيطالية إلى التضامن فيما بينها إثر التداعيات الذي خلفه فيروس كورونا القاتل، وذلك عبر تبادل الأغذية في سلال الشرفات، في مشهد وصفه البعض بأنّه انعكاس للمثل الشعبي المحلي «سكان نابولي يجوعون لكنهم لا يموتون».

تشهد المناطق الغنية في شمال إيطاليا حالات وفاة بالآلاف جراء الإصابة بفيروس كورونا أما في جنوب البلاد فقدرته على الفتك أقل، حتى وإن بلغ عدد الوفيات في نابولي 200، لكنه يثير قلقاً كبيراً لجهة تأمين لقمة العيش، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

وبحسب الوكالة فإن تدابير العزل في الحي الشعبي التاريخي في نابولي التي تعد من الأفقر في أوروبا لا تمنع من توزيع الطعام على العاطلين عن العمل، أو أولئك الذين فقدوا كل شيء، حيث إن قسماً كبيراً من السكان كانوا يعملون بصورة غير شرعية وخسروا كل إيراداتهم.

تبرز سلال القش المليئة بالمواد الغذائية والوجبات الساخنة على طول جدران المباني في الأحياء القديمة من نابولي، ترفع تارة وتنزل أخرى لتبادل ما فيها. 

وعلى وقع كلمة "هنيئاً" يقولها الجار من شرفته، يأخذ أحدهم وجبته وهو يحاول فتحها قبل تناولها على ظهر سيارة، وبعد الطعام، تسكب لهم جارة مشروباً يساعد على الهضم.

الفكرة هذه جاءت من أحد السكان ويدعى أنجيلو بيكوني، رئيس جمعية فناني الشارع المساهم في الحياة الاجتماعية في نابولي.

وفي تصريحاتٍ لوكالة الأنباء الفرنسية قال بيكوني إنه «استوحى الفكرة من أحد أطباء نابولي في القرن العشرين جوزيبي موسكاتي، الذي بحسب الرواية السائدة كان يمرر قبعته لدى الانتهاء من المعاينة، فيدفع المرضى الميسورون بينما يأخذ المحتاجون منها».

يشير بيكوني إلى «أنه عندما أنزل من شرفته سلة مع ورقة يذكر فيها هذا المبدأ، لاحظ أنها كانت تفرغ وتملأ، وقال: “هذا الأسلوب لا يكشف هوية الأفراد».

سرعان ما تطورت هذه الفكرة واعتمدتها أيضاً تيريزا كاردو وهي معلمة للغة الإنجليزية، وقالت: «بدأنا بوضع قطعة خبز وكيس من المعكرونة وعلبة من الطماطم المقشرة. خلال ساعتين كان الكيس مليئاً”، بفضل المارة العائدين من التبضع»، مضيفةً: «كان الأمر مؤثراً جداً”، موضحة أن هذه التجربة تخفف من وطأة العزل».

وفي شارع مجاور نصبت طاولة يضع عليها «القادرون على الشراء» الخبز وعلب التونة والزيت في متناول أولئك العاجزين عن تأمين حاجاتهم، وقال جينارو وهو فنان شارع: «لحسن حظنا أنه توجد في نابولي الرغبة في مساعدة الآخر».

مكتب الإحصاء الأوروبي «يوروستات»، اعتبر أنه في عام 2018  أربعة من سكان نابولي من أصل 10 معرضون لخطر الفقر وهو رقم قياسي في أوروبا،  وصباح الأحد 5 أبريل/نيسان 2020، طلب نحو 3500 من سكان نابولي قسائم غذائية مخصصة للمحتاجين.

كما أن ثلث الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة لا يذهبون إلى المدرسة وليس لديهم وظيفة رسمياً، بحسب اليونيسيف.

لويجي دي ماجيستريس، رئيس بلدية نابولي، يقول «إن هناك مثلاً شعبياً يقول إن “سكان نابولي يجوعون، لكنهم لا يموتون»، مضيفاً أن «لنابولي قلباً كبيراً وصموداً أكبر أمام المعاناة. إنها مدينة التضامن القادرة في الأوقات العصيبة على أن تقدم أفضل ما لديها».

 

المصدر: وكالات

شارك المقال: