Monday May 6, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

«إدلب».. تفاهمات سياسية أم معركة عسكرية

«إدلب».. تفاهمات سياسية أم معركة عسكرية

من الواضح تماماً أن معركة إدلب باتت وشيكة في ظل التصعيد الذي تشهده المدينة من قصف جوي وصاروخي من قبل الجيش السوري والطيران الروسي على أطراف المدينة، في حين تقول أوساط سياسية أن العملية العسكرية لا تزال مجرد أحاديث، واستقدام عسكري فقط، أي مجرد دعاية إعلامية، للتوصل إلى اتفاق جديد بين موسكو وأنقرة.

وفي السياق ذاته أكد المركز الروسي للمصالحة في سوريا، أن «مسلحي جبهة النصرة نفذوا خمس هجمات في مناطق خفض التصعيد بمحافظتي إدلب وحلب في سوريا». 

وجاء في بيان المركز: «خلال اليوم الماضي، سجلت خمس هجمات في مناطق خفض التصعيد في إدلب وحلب من مواقع تسيطر عليها جماعة جبهة النصرة، كما هو محدد، سجلت ثلاث هجمات في محافظة إدلب، واثنتان في محافظة حلب».

سياسياً يرى مراقبون أن معركة إدلب والحشود العسكرية ليست إلا ورقة ضغط من قبل سوريا وروسيا، لتحقيق مكاسب بفتح طريق “m4”، وفك الضغط الاقتصادي عن سوريا، في المقابل، يعتبر البعض أن معركة إدلب قادمة لا محال، بالتزامن مع تفاهمات روسية تركية حول الطريق الدولي ومنطقة إدلب وأهميتها بالنسبة لتركيا.

وتتلخص مصالح سوريا من معركة إدلب بفتح الطريق الدولي حلب - اللاذقية "أم 4" أمام الحركة التجارية والطبيعية، لتخفيف الأعباء الاقتصادية على دمشق، ما يعني وصول الجيش السوري إلى الطريق، وقضم كل المساحات المتبقية من الميليشيات المسلحة جنوبه بهدف الوصول إليه، أو إيجاد صيغة توافقية مع الأتراك على ذلك. 

أما الشروط التركية فهي عكس ذلك، إذ يطالب الأتراك الروس بإجبار الجيش السوري على الانسحاب من المناطق التي تقدم إليها في "خفض التصعيد"، وربط فتح طريق "أم 4" بحل مسألة الميليشيات التابعة لها شمال شرق سوريا وإدلب، فيما يتخوف مراقبون من المعارضة من احتمالية لجوء تركيا إلى صفقة مع الروس، تحصل أنقرة من خلالها على مكاسب ميدانية شمال شرق سوريا، لإبعاد المجموعات الكردية هناك عن حدودها، مقابل القبول بتمدد الجيش السوري والروس في إدلب. 

في المقابل، تطالب الحكومة السورية بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، والقوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، إذا تعتبرهما سوريا تدخلاً مباشراً وعدوان على الأراضي السورية.

مصادر من المعارضة السورية، أكدت في اليومين الماضيين لوسائل إعلام بأن معركة إدلب قادمة لا محال، إن لم يكن في الوقت الحالي، فالمستقبل القريب سيشهدها حتماً، لأن روسيا تريد من إدلب ورقة ضغط مستمرة عند فتح أي ملف من الملفات المشتركة بينها وبين تركيا للاستثمار بهذه الورقة، وكذلك لخلق توازن بينها وبين الوجود الإيراني في سوريا، وتحديداً في إدلب. 

على الجهة المقابلة، فإن تركيا تعتبر إدلب منطقة أمن قومي تمس أمنها بشكل مباشر، وأن أي عملية عسكرية قادمة ستأتي بموجات هجرة ولجوء جديدة، وهذا ما سيؤدي إلى ضغوطات داخلية على الحكومة التركية. وعلى ذلك فإن الأتراك يحاولون منع حدوث أي عملية عسكرية بأي طريقة.

 

المصدر: وكالات

شارك المقال: