.حظوظ المنتخب السوري بالتأهل إلى الدور الثاني
حسان يونس
لا شكّ أنّ خسارة المنتخب السوري أمام الأردن أثارت الكثير من المشاعر السلبية وردات الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، فالخسارة كانت غير منتظرة من ملايين السوريين الذين أملوا بتعويض ما فات في المباراة الأولى أمام فلسطين، ولا سيما أنّ الفوز كان مهماً ضد الأردن الذي حقق المفاجأة في مباراته الأولى مع حاملة اللقب استراليا.
طبعاً إقالة المدرب الألماني بعد مباراة الأردن، وإن كانت متأخرة، فهي جيدة في الوقت الحالي، وكان من الأفضل إقالته من المباراة الأولى، حيث لم يرَ المتابعون لأداء المنتخب أي منهج تدريبي منظّم للألماني، مع تخبط في توزيع مراكز اللاعبين، فهو لعب بأسلوب دفاعي في مباراة فلسطين وأسلوب هجومي في مباراة الأردن، وافتقر للخطة الواضحة، معتمداً على الضغط الجماهيري والإعلامي في اختياراته للتشكيل، هذا إن لم يكن هناك تدخلات من قبل المسؤولين الرياضيين الذين لم يفارقوا دكة الفريق في مشهد غير مألوف عند المنتخبات الوطنية.
إلقاء اللوم على بعض نجوم المنتخب كالسوما وخريبين، ليس في مكانه مع فقدان مركز مهم في مركز صانع الألعاب بعد إصابة الأومري، ولولا ذلك لما رأينا عمر خريبين يعود إلى الخلف، ليصنع هجمة، وهو في الأصل يلعب كرأس حربة، والمدافعون يوصلون كرات طويلة عقيمة إلى المرمى الأردني بسبب فقدان الصلة بين الوسط والمهاجمين.
الآن بعد قرار تكليف المدرب "فجر إبراهيم" لإكمال مسيرة المنتخب في البطولة الآسيوية، تعود حسابات الربح والخسارة في المواجهة القادمة مع استراليا، لأن نظام البطولة يفترض تأهل المتصدر والوصيف إلى دور الـ16 في المجموعات الـ6، إضافة إلى أفضل أربعة منتخبات تنال المركز الثالث، مما يفتح باب أمل، ولو كان ضئيلاً أمام المنتخب السوري، فالفوز على استراليا ليس مستحيلاً، وهو ليس ذلك الفريق المرعب، ولا غرابة إن حقق المنتخب الفلسطيني نتيجة جيدة أمامها، بالتعادل أو الفوز، ولو كان التعادل في مصلحة السوريين، بحيث لا تزيد أي نقاط للفريقين، كما يجب النظر إلى مباريات المجموعات الأخرى، فالفوز الثاني خلال الجولة الثانية للفرق التي حققت نقاطاً ثلاثاً في الجولة الأولى، أيضاً لصالحنا من حيث إبقاء رصيد الفرق الخاسرة خالياً من أي نقاط، ليجعلنا أفضل الفرق التي احتلت المركز الثالث ومعنا أربع نقاط، طبعاً بعد الفوز المأمول على استراليا.
أما عن التحاق فراس الخطيب ببعثة المنتخب، فإلى الآن لم يُعرف إذا كان نظام البطولة يسمح بتواجد الخطيب ضمن التشكيلة بعد تقديم قوائم اللاعبين، مع كلام عن قيام فجر إبراهيم بدعوته للعمل كمساعد للمدرب، وهو ما أثاره إبراهيم خلال حديث إذاعي بعد تكليفه بتدريب المنتخب، حيث أكد على قيمة فراس الكبيرة، ولكنه لم يعطي جواباً حاسماً حول سماح نظام البطولة بتواجده ضمن تشكيلة المنتخب، مع وجود النية لذلك، ولا شكّ أن وجود الخطيب بخبرته الكروية يمنح الثقة المفقودة للاعبي المنتخب.
المهم بعد هذه المعطيات هو الفوز على استراليا، والتحضير للمباراة نفسياً وبدنياً حتى الثلاثاء القادم، وخطوة تغيير المدرب يمكن أن تكون الحل المفقود في مباريات الفريق، كما أن نتائج الفرق الأخرى يمكن أن تكون حاسمة في مسألة التأهل بالنسبة لنسور قاسيون.
بواسطة :
شارك المقال: