هذا ما فعلته «أمريكا» بالعالم.. هل حان وقت القصاص؟
وسام إبراهيم
عندما اكتشف «كولومبوس» أمريكا كان يبحث عن الذهب وليس عن الأرض الجديدة، وبينما كان السكان الأصليون – الهنود - يمطرونه بالهدايا، كتب في مذكراته «لم يكونوا يحملون السلاح.. وقد استطعنا استعبادهم جميعاً بخمسين رجل، وأرغمناهم على القيام بما نريد».. إن «كولمبوس» هو رمز ممتاز للسياسة الخارجية الأمريكية حتى اليوم.
محطات من السياسات والممارسات الأمريكية، تضع إشارات تعجب، وتطرح تساؤلات عدة عن مدى صدقية شعارات الديمقراطية والإنسانية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، التي بدأت الولايات المتحدة بإطلاقها منذ خروجها منتصرة من الحرب العالمية الثانية، التي مهّدت لنهاية القوقعة الأمريكية وراء البحار، وبداية تدخلها في شؤون دول العالم.
الولايات المتحدة هي البلد الوحيد الذي استخدم الأسلحة النووية، كما فعلت في اليابان، واستخدمت الأسلحة الكيماوية ضد فيتنام في عقد الستينات مما تسبب بولادات مشوهة لأكثر من 500 ألف طفل، وقتلت أكثر من مليوني فيتنامي.
في تسعينيات القرن الماضي فرضت الولايات المتحدة حصاراً جائراً على العراق، والذي تبعاً لـ«اليونسيف» فإن ما يقارب 5 آلاف طفل تحت الخامسة من العمر كانوا يموتون كل شهر في العراق نتيجة الحصار، وقد أجابت مادلين أولبرايت تلفزيون ABC عندما سئلت عن ذلك بقولها: «نعتقد بأن الثمن يستحق ذلك»!.
في عهد بيل كلينتون دمرت الولايات المتحدة مصنع «الشفاء» للأدوية في السودان الذي كان ينتج 90% من المستحضرات الصيدلانية، وقد كتب سفير ألمانيا في السودان آنذاك: «من الصعب أن يخمن المرء عدد الذين ماتوا في هذا البلد الأفريقي الفقير نتيجة تدمير مصنع الشفاء ولكن عشرات الآلاف هو تخمين معقول».
في نزاعها مع إيران، بعد انتصار ثورة الخميني، استهدفت الصواريخ الأمريكية طائرة مدنية إيرانية فوق مياه الخليج العربي عام 1988، وأودت بحياة 290 شخصاً.
تصعيد التآمر المسلح والتدخل السافر في أفغانستان سنة 1975، والذي انتهى بغزو الولايات المتحدة لأفغانستان سنة 2001.. الهجوم على نيكارغوا وموت مئات الآلاف من الناس، رافق ذلك حرب اقتصادية مخرّبة، وطبعاً نيكارغوا لم تردّ بتفجيرات في واشنطن بل ذهبت إلى المحكمة الدولية التي أمرت الولايات المتحدة بوقف عدوانها، فكان الرد الأمريكي بتسفيه القرار وتصعيد الهجوم على الفور.
تدبير الانقلابات الدموية في إندونيسيا صيف 1965، ومساندة جنوب أفريقيا العنصرية في أعمال القمع والإبادة على شعوب أفريقيا، والعدوان الأمريكي البريطاني على ليبيا سنة 1986، والحرب الأخيرة على العراق 2003، والتي تسببت بقتل وتشريد الملايين.
في الحقيقة، لا يمكن إحصاء الأخطاء الأمريكية الفادحة والمقصودة بحق شعوب العالم، ويبقى أمل المتضررين من هيمنة الولايات المتحدة أن تقوم دول كبرى تنفض عنها غبار التفكك، مثل روسيا، وأخرى صاعدة مثل الصين، بإنهاء ظاهرة القطب الواحد، والتحول إلى عصر «ما بعد أمريكا»، وظهور عالم متعدد الأقطاب أقل شراً !.. من يعلم؟ ربما بفعل الوباء الجديد ماعجزت عنه الدول المنافسة لإنهاء الهيمنة الأمريكية!
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: