Sunday May 5, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

حرب تجارية أمريكية تواجهها الصين

حرب تجارية أمريكية تواجهها الصين

إعداد: فارس الجيرودي

وجهت الصين انتقادات حادة إلى الولايات المتحدة، متهمةً واشنطن بالعمل على تدمير الشركات الصينية، ذلك بعد أن أصدرت وزارة العدل الأمريكية اتهامات جنائية ضد شركة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي".

وكانت وزارة العدل أعلنت لوائح اتهام تضم ما يقرب من عشرين اتهاماً وجهتها إلى شركة "هواوي" يوم الجمعة تتعلق بسرقة أسرار تجارية، وبانتهاك العقوبات الأمريكية على إيران، وبعرقلة العدالة عبر عدم التعاون مع التحقيقات الأمريكية الخاصة بتلك الملفات.

 كما تضمنت قائمة الاتهام اثنين من الشركات التابعة لهواوي، وأيضاً المسؤول المالي الرئيسي "منغ وانزو". وبدأت الاتهامات الأمريكية تتوالى، قبل أن تتلقى كندا طلباً رسمياً من الولايات المتحدة بتسليم منغ، التي احتجزت في "فانكوفر" منذ كانون أول 2018 بناءاً على طلب السلطات الأمريكية. 

من جهته دعا "جين شوانغ" المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، الولايات المتحدة إلى التوقف عن خطواتها العدائية تجاه الشركات الصينة.

وقال جين بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست ": «تستخدم الولايات المتحدة سلطة الدولة لتشويه وتدمير الشركات الصينية تحديداً، ولمحاصرة النشاط المشروع لتلك الشركات» .

ورأى المسؤول الصيني أن «هناك دوافع سياسية قوية وتلاعب خلف تصرفات واشنطن، وأن الصين مصممة على حماية الحقوق المشروعة للشركات الصينية». 

فيما أعلن كبار المسؤولين الأمريكيين عن تطبيق القانون في الولايات المتحدة، بما في ذلك المدعي العام بالنيابة "ماثيو ويتاكر" ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي "كريستوفر راي"، تلك الاتهامات يوم الاثنين الماضي في مؤتمر صحفي في العاصمة واشنطن.

 وفي خطوة من شأنها أن تصعد التوترات التجارية بين البلدين، تستهدف الولايات المتحدة "هواوي" و"منغ" والتي هي أحد أبرز المسؤولين التنفيذيين في الصين، بسلسلة من الاتهامات تتعلق بمحاولات تستخدم أساليب غير مشروعة في سبيل تحقيق طموحات بكين العالمية في قطاع التكنولوجيا، بحسب زعم المسؤوليين الأمريكيين. 

وتشمل لائحة الاتهام اتهام شركة "Huawei" بمحاولة سرقة أسرار تجارية من "T-Mobile"، وأنها عرضت مكافآت مالية للموظفين الذين تعقبوا المعلومات السرية في الشركات المنافسة،  وكذلك الادعاء بأن مينغ وHuawei ضللوا البنوك حول عمل الشركة مع إيران في محاولة للتحايل على العقوبات الدولية.

ونفت شركة هواوي هذه الاتهامات ، وصرحت أنه «فوجئت من طبيعة التهم الموجهة ضد الشركة». حيث ورد في البيان الذي أصدرته الشركة  أنها «لم ترتكب أي من الانتهاكات المزعومة» وأنها «ليست على علم بالتهم الموجهة للسيدة منغ».

وبصفتها ثاني أكبر مزود لخدمات ومعدات الاتصالات في العالم، بعد شركة "Samsung" الكورية الجنوبية، تعمل شركة "Huawei" في جميع أنحاء العالم بما في ذلك أوروبا، لتنفيذ عقود بناء شبكات 5G، التي تعتبر أكثر شبكات نقل البيانات في العالم تطوراً. 

وقد تراجعت الولايات المتحدة عن مشاريع مماثلة مع الشركة من أجل إنشاء شبكات 5G في الأراضي الأمريكية، محذرةً من أن الشركة مرتبطة مباشرة بالحكومة الصينية، وأن شبكاتها وتكنولوجيتها الحديثة يمكن أن تستخدم في التجسس، على حد زعم المسؤوليين الأمريكيين .

 فيما نفت شركة "هواوي" باستمرار الادعاءات الأمريكية، حيث رفض مؤسسها "رن تشنغ" وهو والد منغ ، فكرة أن شركته ستقوم ببساطة بتسليم معلومات عملائها إلى الحكومة الصينية.

وجاءت الاتهامات ضد منغ وهواوي مع استمرار المفاوضات بين بكين وواشنطن لحل أزمة التوترات التجارية بين البلدين.

 يذكر أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" استهدف الواردات الصينية للولايات المتحدة والتي تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات، من خلال فرض التعريفات الجمركية عليها العام الماضي.

 وردت بكين بفرض رسوم مماثلة على مستورداتها من البضائع الأمركية. 

وكان للتوترات بين أكبر اقتصادين في العالم تأثير عالمي مضاعف، حيث أدت إلى  خسائر مالية لكل من الصين والولايات المتحدة.

فيما تخلل ذلك لقاء الرئيسين الأمريكي"دونالد ترامب" والصيني "شي جين بينغ" في الأرجنتين في كانون أول الماضي، حيث اتفقا على هدنة ومفاوضات للتوصل إلى اتفاق يحل الأزمة.

وكان ترامب قد صرح علناً في وقت سابق من كانون الأول الماضي أنه يمكن أن يستخدم منغ كورقة مساومة في النزاع مع الصين، مع ذلك نأت إدارته بنفسها عن هذا الاقتراح. 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: