«حرب جهادية» جديدة في «أفق إدلب»
تؤكد مصادر جهادية أن زعيم تنظيم "جبهة النصرة"، المدعو "أبو محمد الجولاني"، اجتمع خلال اليومين الماضيين، بقيادات تنظيمه ليخبرهم أن المرحلة القادمة قد تشهد هجوماً من الفصائل المدعومة تركيا على مواقع "النصرة"، وحلفاءها في إدلب.
المعلومات الواردة من شمال غرب سوريا تقول إن «"الجبهة الوطنية للتحرير"، اندمجت مع" الجيش الوطني"، وكلهما فصيلين تشكلا بطلب تركي من اندماج مجموعة ميليشيات أبرزها" حركة أحرار الشام - فيلق الشام - حركة نور الدين الزنكي - جيش الإسلام - فيلق الرحمن"، وهي ميليشيات لا تختلف بالمنهج التكفيري عن "جبهة النصرة"، لكنها أكثر انصياعاً لأنقرة من التنظيم الذي يقوده" الجولاني"، ويتحالف مع "جماعة الأوزباك - الحزب الإسلامي التركتساني - أجناد القوقاز"، وهي فصائل جهادية ترتبط بتنظيم القاعدة.
الدمج التركي لـ "هيئة التحرير الوطني"، مع "الجيش الوطني"، يشير إلى أن "أنقرة" تعمل على تنفيذ ما يتعلق به من "اتفاق سوتشي"، كما يجب أن تلتقط "قوات سوريا الديمقراطية"، التهديد المباشر لها من هذا الاندماج بأن حطب معركة "شرق الفرات"، بات جاهزا، إذ أن "أنقرة" لن تغامر بالمزيد من الخسائر البشرية من جيشه في معركة جديدة في سوريا مع تردي الوضع الانتخابي لرئيسه "رجب طيب أردوغان".
إلا فتح معركة ضد "جبهة النصرة"، وحلفائها من قبل تركيا، يؤكد على عجز نظام "أردوغان"، على حل "هيئة تحرير الشام"، وإنهاء وجود التنظيمات المرتبطة بالقاعدة في إدلب، وهذا يعرقل تطبيق مخرجات "اتفاق سوتشي"، ما يدفع الحكومة السورية نحو عمل عسكري لن تكون نتائجه محصورة بـ "النصرة"، فمن سيقاتل إلى جانبها سيكون تحت مرمى النيران السورية، وأي تقدم "حرب جهادية" جديدة في أفق إدلب.
ربما يرى "الجولاني"، أن تركيا قد تؤجل الهجوم على مواقعه ريثما تنتهي من انتاج مشاريعها "شرق الفرات"، سياسياً أو عسكرياً، ففتح معركتين في آن معاً لا يصب في مصلحة أنقرة، لكن هذا الرهان ليس في محله، إذ تمتلك الحكومة التركية العدد اللازم من عناصر الميليشيات الموالية لها لضرب "النصرة"، و "قسد" في الوقت نفسه.
الإعلام التركي يركز على موضوع اندماج فصائل إدلب تحت قيادة واحدة، وبمظلة سياسية هي "الحكومة المؤقتة"، التابعة للائتلاف المعارض على إنها حدث تاريخي، إلا أن الأمر لا يعدو مجرد استعراض من "أنقرة"، لما تزعم بأنه قدرات سياسية وعسكرية في الداخل السوري، ويجب فهم أن نتاج هذا الاندماج ميدانياً لن يكون سهلاً بالنسبة لـ "أنقرة"، أو فصائلها، ويبدو أن ملفي"إدلب"، و"شرق الفرات"، يتجهان لمزيد من التعقيد.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: