Friday November 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

حرائق سوريا تنهي قصة السلحفاة والأرنب.. المجتمع المحلي أسرع استجابة من حكومة الاستسقاء!

حرائق سوريا تنهي قصة السلحفاة والأرنب.. المجتمع المحلي أسرع استجابة من حكومة الاستسقاء!

خاص/ حسن سنديان 

أتذكرون قصة الأرنب والسلحفاة؟ التي تعلمناها في مدارسنا عندما كنا صغاراً.. هي اليوم تتكرر بنفس السيناريو ولكن بنهاية غير متوقعة.. فلا السلحفاة سبقت الأرنب ولم يكن الأرنب أسرع أو أقل ذكاءً من السلحفاة.. هذه كانا في سباق للنجاة من الحرائق والوصول إلى خط الأمان، لكن هذا الخط كان بعيداً جداً كلاهما قضيا في الحرائق التي اندلعت في الساحل السوري، هذه المرة كانت النيران أسرع وأذكى من السلحفاة والأرنب، لا بل هجرت النيران أهالي المناطق لنرى موجة نزوح كبيرة بسبب الإمكانيات، حيث انتشرت صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لسلحفاة وأرنب متفحمين، نتيجة الحرائق الكبيرة التي اندلعت في طرطوس واللاذقية وحمص وغيرها من المناطق. 

على غرار حرب تموز عام 2006، هذه المرة السوريون يفتحون منازلهم ولكن لبعضهم البعض، بعدما وصلت الحرائق إلى منازلهم.. إلا أن الأمر الغريب بات في المجتمعات المحلية التي كانت أسرع من الحكومة المتفاجئة وخططها، عبر تقديم المساعدات، وإطلاق حملة "كبروا الدائرة" على مواقع التواصل الاجتماعي، التي شملت مواد إغاثية، ومساعدة إجلاء المدنيين من منازلهم، فضلاً عن اكتشاف طرق من قبل أبناء المنطقة لتقديم المساعدات إلى باقي الأهالي وإخراجهم من منازلهم.

الدائرة بدأت بالاتساع وشملت عدداً من المناطق، منها العاصمة دمشق أيضاً بدأت بإرسال مساعدات إلى الساحل السوري والمحافظات المتضررة، ولا تزال الحكومة "صافنة" بالوضع، لتضع الوزارات مؤخراً في وضع الاستنفار، بعدما تابعت ما يقوم به المجتمع المحلي والأهالي والمنظمات المحلية بالتعاون فرق الإطفاء والدفاع المدني، حيث فتحت المنظمات مراكزها لإيواء النازحين، فضلاً عن ذلك قيام أغلب المحلات التجارية بالمساعدة عبر الطبخ وتقديم المساعدات الغذائية، وفي خضم ذلك تفاجئ الجميع وزارة الأوقاف بالدعوة إلى صلاة استسقاء، لإخماد النيران، لتعدو عن ذلك بعد ساعات وتفتح مراكزها، ومكاتبها في المحافظات المتضررة، وكأنها حادثة النبي يوسف تتكر عندما، انتقد سكان المعبد لكثرة تناولهم الطعام، وعدم قياهم بأي خطوة تخدم سكان المدينة سوى، جعلهم عبيد لأقوالهم.

وأخيراً "كبروا الدائرة" أكثر، لكن ضعوا في حسبانكم أن تبقى حقائبكم جاهزة لأننا في وطن بلا مأوى، وطن أصبحت هويته "احترق ما تبقى لنا من عيش وحلم".

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: