Monday May 6, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"حلبية وزلبية".. عرشان متقابلان على "نهر الفرات"

"حلبية وزلبية".. عرشان متقابلان على "نهر الفرات"

فاروق المضحي

لم يسلم قطاع الآثار من الحرب التي مرت بها مدينة "دير الزور" موقع "حلبية وزلبية"، وعلى الرغم من الخراب والدمار الذي أحدثه المسلحين طوال سنوات سيطرتهم على هذا الموقع الأثري إلا أنه بقي صامدا وشامخاً على "ضفاف الفرات" يزين المكان.

وللتعرف أكثر على هذا الموقع التقت جريدتنا الباحث "حميد النجم" الذي قال إن "حلبية وزلبية" حصنان على نهر الفرات ازدهراً مع ازدهار الحضارة التدمرية فكانت "الزباء" في "حلبية" وأختها "زنوبية" في "زلبية" كل واحدة منهما تتربع على عرش.

وتعود آثار "حلبية وزلبية" إلى الألف التاسع قبل الميلاد زمن الملك الآشوري "آشور نصر بال".

وتقع منطقة "حلبية وزلبية" شمال غربي "دير الزور" على بعد /58/ كم في أراضي قرية التبني شرقي طريق دير الزور- حلب.

و الموقع عبارة عن مرتفع بارز يحيط به وديان ولكن المرتفع الذي يصل "بزلبية" منخفض، وعلى قمة المرتفع قلعة يتفرع منها سوران من الجص ينحدران باتجاهين متعاكسين إلى الفرات أما الضلع الثالث للمثلث المواجه للنهر فقد ذهبت به مياه الفرات وأعيد بناؤه خلف البناء القديم.

وتابع النجم: "أما حلبية فهي مدينة صغيرة مثلثة الشكل سورها قرب حافة النهر والقلعة في رأس المثلث باتجاه الغرب تقريبا وعلى الجهتين الأخريين أبراج ضخمة بارزة، وكانت تسمى في العهود الآرامية "لوقي" وقد بنتها "الزباء".

أما تلبية فهي إمارة آشورية تسمى "زوحي" وتقع المدينة ضمن هذه الأمارة وتعتبر ميناء لها وهي تقابل "حلبية"، حيث إنها تقع على ضفة الفرات الشرقية إلا أنها تنحرف عنها نحو الجنوب الشرقي قليلاً وكانت أيام الحكم الآشوري ذات قيمة عسكرية هامة ومعالمها قليلة جداً بالنسبة "لحلبية"، ويربط "حلبية وزلبية" أبنية سقفت نهر الفرات وفتحت نفقا يربط بين عرش الزباء وعرش زنوبيا.

وكان هناك جسر بالقرب من الموقع الأثري تم تدميره من قبل قوات التحالف الدولي خلال تدميرها الممنهج الجسور وقطع أوصال مدينة ديرالزور.

وتعرض الموقع الأثري خلال السنوات الماضية إلى التدمير من قبل عناصر تنظيم "داعش" التي سيطرت عليها لسنوات قبل استعادته من قبل الجيش السوري في أواخر العام ٢٠١٧.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: