هل يقضي الاتحاد الأوروبي على الجائحة قبل أن تقضي عليه؟
إذا أردت أن تعرف ماذا يحدث داخل الاتحاد الأوروبي، فعليك أن تعرف ماذا حلّ بالاتحاد السوفييتي
لحظات ماقبل تفكك المنظومة الشيوعية في تسعينات القرن الماضي، كان سببها الأهم شعور المواطنين القاطنين خارج مراكز اتخاذ القرار في موسكو بتجاهل رغباتهم وباحتكار النفوذ وتركّزه في يد نخبة لا تمثّلهم في المركز.
الشعور بالخذلان أجج المشاعر القومية التي انتفضت وتسببت في نهاية الاتحاد السوفييتي إلى غير رجعة
واليوم.. الاستياء في أوروبا الشرقية تحول من الشيوعية السوفييتية، إلى الليبرالية الأوروبية، لذات الأسباب!
بوتين توقع انسحاب دول أوروبا الشرقية من الاتحاد الأوروبي خلال العشر سنوات القادمة.
لكن يبدو أن وباء كورونا قد يعجّل أسباب الانسحاب! وأسباب الانهيار!
تصريحات صادمة
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبر أن انهيار الاتحاد الأوروبي مسألة وقت
مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي قال إن «لا أحد بوسعه اليوم أن يتنبأ بما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيستمر على شكله الحالي في غضون 10 أعوام»
أما المحلل الاستراتيجي الأمريكي جورج فريدمان فأكد أن الاتحاد الأوروبي «انهار فعلًا وليس قيد الانهيار»
أزمات متراكمة
بدأ الاتحاد الأوروبي طريقه عام 1951 بأهداف اقتصادية، ثم تطور ليصبح تكتلاً سياسياً
تصدّع بفعل الاصطدام بأزمات كثيرة شكلت مسائل خلافية بين دول الاتحاد: أزمة الهجرة واللجوء، وأزمة الشعبوية الرافضة للاندماج الأوروبي، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية المعروفة بـ«أزمة الديون».
ثم جاء خروج بريطانيا من المنظمة الأوروبية نقطة فاصلة، واعتبر بداية سقوط أحجار دومينو الاتحاد، وأشبه بعدوى ممكن أن تنتقل من دولة إلى أخرى داخل القارة العجوز
واليوم تأتي جائحة كورونا..
فهل صحيح أن ما بعد كورونا لن يكون كما قبلها؟
تفشّي الفيروس التاجي في أوروبا أدى إلى أزمات كبيرة وخلل في النظام العام للاتحاد ودوله، أهمها الأزمات الاقتصادية
قد تواجه القارة سيناريو تأثير الدومينو بحيث تنهار اقتصادات الاتحاد الأوروبي دولة تلو أخرى
تخلّت الدول الأوروبية عن بعضها البعض في خضم الأزمة وتسابقت وراء الحفاظ على أمنها الداخلي، مادفع الرئيس الصربي للقول بأن: التضامن الأوروبي كذبة
ردة الفعل الأوروبية تجاه الوضع الكارثي الذي وصلت إليه إيطاليا، أحد مؤسسي الاتحاد، تركت علامة استفهام كبرى حول مصير التضامن الأوروبي وصلاحية مؤسسات الاتحاد
الملامح المبكرة لانهيار فكرة الاتحاد تجسدت في كون أبرز المساعدات التي وردت لإيطاليا جاءت من الصين وروسيا، وظهر رد الفعل جليا عندما أنزل الإيطاليون العلم الأوروبي ورفعوا بدلا منه أعلام روسيا والصين، في خطوة تنبئ بتحولات جيواستراتيجية كبرى في عالم ما بعد كورونا.
فهل يخرج الاتحاد من الأزمة المستجدة سالماً أم أنها ستقضي عليه قبل أن يقضي عليها؟
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: