Thursday May 2, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

هل ينقلب "صاحب صفر مشاكل" على أردوغان؟

هل ينقلب "صاحب صفر مشاكل" على أردوغان؟

فارس الجيرودي

بينما لم يدرك كثيرون بعد أهمية الخسارة التي مني بها حزبه في الانتخابات البلدية في المدن الثلاث الكبرى، اسطنبول، أنقرة، وأزمير، يواجه الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" تحدياً داخلياً جديداً على التوازي أيضاً مع الضغوط الخارجية التي يتعرض لها، ويتمثل التحدي الداخلي الجديد فيما يبدو أنه بداية انشقاق لرئيس الحكومة الأسبق "أحمد داوود أوغلو" الذي تولى سابقاً رئاسة حزب العدالة والتنمية ورئاسة الوزراء في الفترة من 2014 إلى 2017.

فأوغلو صاحب نظرية "صفر مشاكل" مع دول الجوار، والمنظر السياسي لفكرة استعادة الامبراطورية العثمانية، وجّه لأول مرة انتقاداتٍ علنية لحزبه "العدالة والتنمية" عبر صفحته على موقع "الفيس بوك"، وذلك وسط أنباء تتدوالها الأوساط السياسية في تركيا، تدور حول نية أوغلو تشكيل حزب يضم الشخصيات المهمشة و المبعدة عن "العدالة والتنمية".

أوغلو ومن خلال بيان من 15 صفحة، انتقد سياسات أردوغان دون أن يسميه، ومما انتقده أوغلو  تحالفات أردوغان مع الحركات القومية التركية الشوفينية، واستبعاده لقيادات ساهمت في وصول الحزب إلى سدة الحكم، واستخدامه لأساليب إعلامية ملتوية منها الذباب الالكتروني بهدف تشويه سمعة خصومه ومنافسيه داخل "العدالة والتنمية"، لكن أوغلو لم يدع بعد للانشقاق عن الحزب بل دعى فقط إلى إصلاحه عبر الحوار الداخلي.

وكان أوغلو مع عدد من الشخصيات القيادية التي همشها أردوغان ضمن العدالة والتنمية، أبرزهم الرئيس السابق "عبد الله غول" قد أسسوا ما يعرف بـ "مجموعة الحكماء" التي طالبت بالتحقيق في أسباب إخفاق الحزب في الانتخابات البلدية الأخيرة، وبفتح حوار مع الشخصيات المهمشة داخله لمنع احتمالات انشقاق داخلي، لكن أردوغان أجاب على كل دعوات الإصلاح تلك برسالة واضحة من خلال خطابه الأخير، عندما قال: «من نزل من القطار لن يعود إليه».

وفيما ظل الرئيس التركي خلال السنوات الماضية يعتمد في شرعية نظامه على نجاحاته الاقتصادية التي أكسبته قيمةً مضافةً، مكنته من حسم صراعاته مع خصومه السياسيين داخل "العدالة والتنمية" وخارجه، فإنه و مع تردي علاقته مع الولايات المتحدة يواجه لأول مرة ضغوطاً اقتصادية، أدت إلى تراجعٍ في قيمة الليرة التركية، وانخفاض في مؤشرات النمو الاقتصادي، مما يهدد ما يسميه أنصاره بـ"المعجزة الاقتصادية" التي تحققت في عهده بفضل علاقات التحالف القوية التي جمعته مع واشنطن، ومهدت لتدفق القروض و الاستثمارات الغربية على تركيا.

وفي السياق ذاته ومن خارج "العدالة والتنمية" تبرز شخصية "أكرم إمام أوغلو" الذي خطف الأضواء من خلال فوزه المفاجئ في انتخابات رئاسة بلدية اسطنبول الأخيرة، حيث يعتبر أول شخص من التيار العلماني ينتزع رئاسة بلدية هذه المدينة من الإسلاميين وذلك منذ العام 1994، وهو العام الذي برز فيه اسم أردوغان للعلن عندما حقق مفاجأةً مشابهة، لكن بالاتجاه المعاكس وفاز بالمنصب، وفيما تجمع نقاط تشابه أخرى أردغان بأكرم إمام، كونهما لعبا أولاً كرة قدم كطريق لتحقيق الشهرة والتمهيد لدخول عالم السياسة، فإن مراقبين أتراكاً يتوقعون لأكرم إمام مستقبلاً سياسياً مهماً. 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: