هل تسد «واشنطن» الطريق أمام «اجتماعات فيينا» ؟!

عقب اللقاءات التي شهدتها مدينة فيينا النمساوية بين الوفد الإيراني ووفود الدول الأوروبية المشاركة في المفاوضات بشأن الاتفاق النووي، من المقرر أن تعقد أطراف الاتفاق النووي الإيراني اليوم السبت اجتماعاً لتقييم هذه المفاوضات المستمرة منذ أسابيع، في وقت شككت واشنطن في إمكانية التوصل إلى اتفاق رغم الإجماع الحاصل على إحراز تقدم.
مصادر دبلوماسية أكدت أن «الاجتماع سيعقد على مستوى مساعدي وزراء الخارجية لمناقشة وتقييم مسار المفاوضات إلى الآن، وبعد هذا الاجتماع يتوقع أن تعود الوفود إلى العواصم للتشاور».
وتأتي هذه الاجتماعات بعد إعلان الوفد الأمريكي عدم استعداد واشنطن لرفع العقوبات غير المرتبطة بالملف النووي الإيراني.
بدوره، أعلن الاتحاد الأوروبي اليوم السبت، أن «المحادثات حول الاتفاق النووي الإيراني ستستأنف اليوم في فيينا بهدف إعادة إحياء الاتفاق».
وفي بيان للاتحاد قال «سيترأس اللجنة المشتركة، نيابة عن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، نائب الأمين العام المدير السياسي لخدمة العمل الخارجي الأوروبي، إنريكي مورا»، مشيراً إلى أن الاجتماع «سيحضره ممثلو الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة وإيران».
وأكد البيان أن «سيواصل المشاركون مناقشاتهم في ضوء إمكانية عودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة وحول كيفية ضمان التنفيذ الكامل والفعال لخطة العمل الشاملة المشتركة».
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن «هناك مؤشرات إيجابية، سواء في محادثات فيينا أو في ملفات المنطقة».
وكان المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا، "ميخاييل أُليانوف" قد طالب الولايات المتحدة بالقيام بالخطوة الأولى لإنجاح المفاوضات لأنها هي التي انسحبت من الاتفاق الخاص به.
في سياق هذا، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن «من غير المؤكد أن محادثات فيينا بشأن برنامج إيران النووي ستتوج باتفاق في الأسابيع المقبلة». وأضاف أن «هذه المحادثات المستمرة منذ مطلع الشهر الجاري توجد حالياً في مكان غير واضح نوعاً ما».
ورغم تشكيكه في إمكانية التوصل إلى اتفاق يعيد الولايات المتحدة وإيران إلى الاتفاق النووي، فإن سوليفان أكد أن «مختلف الأطراف المشاركة في اجتماعات فيينا، بما فيها إيران، تتفاوض بجدية».
وفي وقت سابق، أكد مسؤولون أمريكيون وآخرون من وفود الدول الأخرى إحراز تقدم في المحادثات غير المباشرة بين الإيرانيين والأمريكيين في العاصمة النمساوية.
والخلافات القائمة حالياً تتعلق بنوع العقوبات التي ينبغي أن ترفعها واشنطن، والخطوات التي يتعين أن تتخذها إيران للعودة إلى التزاماتها بمقتضى الاتفاق النووي.
وتسعى مفاوضات فيينا إلى إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى بعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018- مقابل عودة طهران إلى تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق نفسه مع ضمان رفع العقوبات عنها.
المصدر: مواقع
شارك المقال: