هل تُعطل الانسحابات عمل «الدستورية» ؟

لم تكد تخرج اللجنة الدستورية للنور، حتى بدأ البعض من أعضائها تقديم الاعتذارات لمكتب المبعوث الخاص "غير بيدرسون". 

انسحابات مفاجئة حصلت في كتلة المجتمع المدني وسط استمرار كتلة الحكومة والمعارضات دون انسحاب أحد من أعضائهما حتى اللحظة.  

مئة وخمسون عضواً يجمعهم افتراضياً مسألة إنجاز اصلاح دستوري، ويفرقهم واقعياً الانقسامات الحاصلة وخلفياتهم المختلفة سياسياً وفكرياً وعقائدياً. 

كذلك يّشكل ضعف الثقة بين مكونات تلك اللجنة عامل يهدد قدرتها على الاستمرار، وربّما قدرتها على إنتاج دستور توافقي يحظى بموافقة الشعب، 

حيث انسحب ثلاثة أعضاء من خلفية إخوانية، وفق ما نشرت بعض المواقع التابعة للمعارضة، وهم هادية قاوقجي، وبهجت حجار ومازن درويش الذي اعتذر عن عدم المتابعة في أعمال اللجنة الدستورية. 

كما سرب أحد المواقع المحلية خبر اعتقال أحد أعضاء اللجنة الدستورية وهو مغادراً دمشق إلى الرياض لحضور اجتماع ليتم الافراج عنه فيما بعد.

يرى عضو اللجنة الدستورية عن كتلة المجتمع المدني، المحامي، "فائق حويجة"، في تصريح لجريدتنا أنّ الواجب يفترض إنتاج نص دستوري جيد مُتلائم مع طموحات الشعب السوري، ومع إمكانية حدوث تغيير مجتمعي. مضيفاً، أنّ أحسن دستور يُطرح على الواقع السوري سواء باستفتاء شعبي أو بانتخابات ديمقراطية سينتج أسوء دستور سوري، ذلك نتيجة وضع الحرب وظروف الناس والتي تكون مُتخلفة عما يطرح سياسياً. 

كما يُشكل المناج الدولي الذي أنتج اللجنة الدستورية عامل استقرار لعمل تلك اللجنة، في حال كانت التوافقات التي أنتجتها سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي نهائية وثابتة وغير متغيرة، وفي حال كانت توافقات غير مكتملة ومنجزة بشكل نهائي، ذلك يُعرضها لإمكانية تحولها لجنة دون فاعلية ودون منتج دستوري حقيقي. 

تبقى تشكيلة اللجنة الدستورية، محكومة بمرجعيات مختلفة.

كتلة حكومية لها مرجعيتها، وكذلك كتلة معارضات لها مرجعياتها وكتلة مجتمع مدني خضعت لمحصصات إقليمية ودولية وبلا مرجعية. 

ما أنتج تشكيلة دستورية غير منسجمة اطلاقاً مهمتها انجاز دستور توافقي يحظى برضى الشعب، ربّما تستطيع فعل ذلك، وستكون هذه اللجنة الدستورية أمام أول اختبار حقيقي لها في نهاية الشهر الجاري الذي يُشكل موعداً لاجتماعها بكتلها الثلاث في جنيف بغياب مكون سوري وهو الأكراد الحاضرين في غزوة الشمال السوري التي تشنها تركيا ضد أراضٍ سورية في محاولة منها لتغيير خرائط الجغرافيا السورية.

المصدر: خاص

بواسطة :