هل ستشن "واشنطن" عملية عسكرية باتجاه "البوكمال" ؟
محمود عبد اللطيف
تواجد القوات الأمريكية في "التنف" يقطع الطريق، ما بين العاصمتين السورية والعراقية، ومع زيادة الحديث عن نية "واشنطن" شن عملية عسكرية باتجاه "البوكمال" بريف "دير الزور" الشرقي، لا بد من الوقوف على جملة من المعطيات.
بحسب المعلومات التي حصلت عليها "جريدتنا"، من مصادر متعددة، فإن نقل "قسد" لمستودعات ذخيرة وعتاد نحو مناطق الشمال "الحدود مع تركيا"، تأتي تحضيراً للمواجهة المرتقبة مع القوات التركية، كما أن نقلها بعض المستودعات من جنوب "الحسكة" وشرق "دير الزور"، نحو داخل الحقول النفطية التي تنتشر فيها القوات الأمريكية، خطوة اتخذتها "قسد" تحسباً من الانقلابات التي قد تقوم بها الميليشيات المشكلة من المكون العربي، وفي الحالتين الأمر يحدث بعيداً عن "البوكمال".
وتقول معلومات خاصة بـ "جريدتنا"، إن ميليشيا "جيش مغاوير الثورة"، تقوم بتجنيد الشبان في "مخيم الركبان" بحجة أن القوات الأمريكية تنوي مهاجمة "البوكمال" التي يسيطر عليها الجيش، والسبب في هذه الخطوة يأتي لتوريط عدد أكبر من الشبان بما يبقي عوائلهم في "مخيم الركبان" بهدف تعطيل المسعى الدولي لتفكيكه، علما أن عديد "مغاوير الثورة" الحالي لا يتجاوز ١٥٠ عنصراً، وكل ميليشيات البادية لا تصل لـ ٧٠٠ عنصر، وهذا عدد غير كافٍ لمثل هذه المعركة، ناهيك عن الدور الذي سيلعبه الروس لمنع مثل هذه العملية، مع الإشارة إلى أن "موسكو" تهرول نحو تفكيك "مخيم الركبان" لإفقاد "واشنطن" الحجة بالبقاء في "التنف"، علماً أن قطع الطريق هو بحجة منع وصول القوافل العسكرية الإيرانية إلى "حزب الله" في "لبنان"، تبعاً للالتزام الأمريكي بـ "أمن إسرائيل".
نقطة قوة واشنطن في هذا الملف، تكمن بمدى نفوذها والسعودية في هيكلية الحكم في العراق، فرئيس الحكومة العراقي لا ينتخب إلا بموافقة السفير الأمريكي، وهذا ما حدث حين أسقط "نوري المالكي" لصالح صعود "حيدر العبادي"، الذي رشح نفسه في الوقت بدل الضائع على الرغم من أن "المالكي"، كان الأحق لجهة عدد أصوات ناخبيه، وعليه فإن الضغط الأمريكي سياسياً على "العراق"، ومن خلال الأصوات الموالية له ضمن جسم الحكومة الاتحادية، سيجعل "بغداد" تذهب نحو حصر عمل معبر "البوكمال" بمسألة نقل الركاب، والعمليات التجارية غير الفاعلة "تجارة مواد غير مؤثرة في البنية الأساسية للاقتصاد كالنفط والأدوية".
ما تقدم يشير إلى أن "واشنطن" ليست بحاجة لعملية عسكرية تستفز بها الروس أكثر مما تستفز بها "إيران"، وهي بحاجة لتحرك سياسي لا يعدو مهام سفيرها في "بغداد"، لكن المراهنة اليوم هي على الموقف العراقي الذي قد يواجه الضغوط الأمريكية ليخرج مع سوريا من دائرة الاختناق الاقتصادي لكليهما.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: