Friday October 18, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

هل نقل الفياض رسالة سعودية إلى الأسد ؟ وهل سيحل العراق أزمة الوقود السورية ؟

هل نقل الفياض رسالة سعودية إلى الأسد ؟ وهل سيحل العراق أزمة الوقود السورية ؟

فارس الجيرودي

أثارت زيارة مستشار الأمن الوطني العراقي "فالح الفياض" لدمشق أمس ولقاؤه الرئيس الأسد انتباه المراقبين، فالرجل يحمل صفة أمنية، ويدير ملفات إقليمية هامة أوكلت إليه، إلى درجة أنه يوصف في بغداد برجل المهمات الخطيرة، وزاد من أهمية الزيارة ما تسرب عن مقربين من الفياض، من معلوماتٍ عن استثنائية الزيارة، سواءٌ لجهة تعزيز التعاون الأمني بين البلدين للقضاء على ما تبقى من خلايا الجماعات المسلحة التي هددت وحدة البلدين في مرحلة من المراحل، عبر السيطرة على مساحات شاسعة منهما، بالإضافة لما تحدثت المصادر العراقية عنه من رسالةٍ حملها الفياض للأسد من طرف ثالث.

وهنا ثارت التكهنات حول هوية الطرف المرسل للرسالة، فرجح بعض المختصين بالشأن العراقي أن تكون الرياض اختارت الفياض كوسيط للتواصل مع  دمشق، وذلك بعد الانفتاح السعودي الأخير على العراق، عبر سلسلة من الاستثمارات الاقتصادية، وذلك بعد أن يئست السعودية من إمكانية تقويض علاقات بغداد بطهران، عبر المقاطعة ومحاولة العزل و التحريض.

ما يعزز من الاحتمال السابق أن الفياض نفسه سبق ونقل عدة رسائل أمريكية إلى الأسد في مراحل سابقة.

وفي سياق التعاون «السوري-العراقي» تحدث المحلل السياسي اللبناني "ناصر قنديل" عن قرارٍ عراقي بسد حاجة سوريا من المشتقات البترولية، من المخزون العراقي، وذلك ضمن ما اتفق عليه البلدان من تكامل اقتصادي ثلاثي مع إيران، سيشمل قطاعات النقل وسكك الحديدية والمحروقات والطاقة والتبادل التجاري، وهو تكاملٌ تراهن عليه الدول الثلاث من أجل تحقيق النمو الاقتصادي والتغلب على العقوبات الأمريكية، ومحاولات العزل الاقليمي، وذلك بعد أن اعترافت الحكومة المصرية أخيراً وبحسب معلومات قنديل، باضطرارها للخضوع للضغوط الأمريكية، ومنع ناقلات النفط الإيرانية من عبور قناة السويس باتجاه سوريا، مما تسبب بأزمة وقود كبرى في سوريا، التي كانت تعتمد على الخط الائتماني الإيراني في تأمين حاجاتها من المشتقات البترولية خلال معظم سنوات الحرب التي أصابت قطاع الانتاج النفطي السوري بأضرار بالغة.

ورأى "ناصر قنديل" أنه بقدر ما هو مفرح قدرة العراق -الذي يفترض أنه يقع تحت سيطرة قوات أمريكية- على التجرؤ على تجاوز قرار واشنطن بمعاقبة كل من دمشق وطهران، بقدر ما هو محزن تصرف القيادة المصرية تجاه سوريا وكأنها مصر العربية محمية أميركية، لا تقدر على تجاهل أوامر ترامب، رغم الأواصر التاريخية الاستثنائية التي تربط دمشق بالقاهرة، ورغم عدم  وجود أي قرارت من الأمم المتحدة بمعاقبة سوريا.

   

 

المصدر: خاص

شارك المقال: