هل مايحدث في كازاخستان وليد صدفة.. أم أنه «أمرٌ دُبّر في ليلْ»؟!
سالت الدماء في شوارع كازاخستان.. احتجاجات وأعمال عنف واقتحام مبانٍ حكومية، وقتلى من المحتجين والشرطة.
ظاهر الأسباب: ارتفاع أسعار الغاز، ولكن ماخفي أعظم!
رئيس كازاخستان قاسم توكاييف أقال الحكومة، وأعلن حالة الطوارئ، واستنجد بمنظمة «معاهدة الأمن الجماعي» للتدخل.. فاستجابت روسيا على الفور.. وأرسلت قوات لحفظ السلام إلى هناك!
رئيس كازاخستان وصف الأحداث بـ«التهديد الإرهابي»، بينما اعتبرتها موسكو «محاولة مستوحاة من الخارج لتقويض أمن الدولة بالقوة، باستخدام تشكيلات مسلحة مدربة ومنظمة».
وسائل إعلام روسية اتهمت الولايات المتحدة صراحةً بالوقوف خلف الاضطرابات في كازاخستان، ووصف البيت الأبيض هذه الاتهامات بـ«الكاذبة تماماً»، ودعا سلطات كازاخستان إلى «التهدئة وضبط النفس»
فهل مايحدث وليد صدفة.. أم أنه «أمرٌ دُبّر في ليلْ» لدولة متحالفة مع روسيا؟
الرئيس الكازاخستاني يقول إنّ الهجوم على المؤسسات الحكومية تم من قبل «عصابات إرهابية دولية تلقّت تدريباً في الخارج»، ولكن للإعلام الغربي حديث آخر، ويصف الأحداث هناك بـ«تمرّد سياسي على نظام مستبد».
في كازاخستان الدولة الغنية بالنفط، وصاحبة أطول حدود مع روسيا، اضطرابات خطيرة، تزعزع استقرار منطقة بأكملها، تمثّل ساحة للتنافس بين الولايات المتحدة وروسيا.
بعد الاحتجاجات في دول منطقة النفوذ الروسي، الأولى في أوكرانيا عام 2014.. والثانية في بيلاروسيا عام 2020، هاهي الاضطرابات تتصاعد في كازاخستان.
من الطبيعي أن تقلق موسكو في ذروة صراعها مع الغرب حول أوكرانيا، ونوايا «الناتو» بالتوسع شرقاً، فلايزال جرح أوكرانيا مفتوحاً في جسد الكرملين، ولن يقبل بخروج كازاخستان أيضاً من العباءة الروسية إلى العباءة الغربية.
بينما كانت روسيا تحشد قواتها عند الحدود مع أوكرانيا، لمواجهة التهديدات القادمة من هناك بأيادٍ أطلسية، هاهي ترسل قوات حفظ سلام إلى كازاخستان على الجانب الآخر من الحدود..
تشتيت الانتباه الروسي، وتحويل موارده وقواته لمواجهة خطر جديد، هو أول المكاسب لأوكرانيا وحلفائها الأطلسيين.
فهل تنتهي الاضطرابات في كازاخستان عند هذا الحدّ، ويتم وأد الاحتجاجات في مهدها؟ أم إن مايحدث أول الغيث لـ«ثورة ملونة» قد تدخل كازاخستان في دوامة فوضى باهظة الثمن، وقد لا تتوقف هذه الفوضى عند هذه الدولة فقط؟!
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: