Sunday April 28, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

هل السينما في أيدي "أمينة"؟

هل السينما في أيدي "أمينة"؟

جوان ملا

 

كان الصحافيون والفنانون بتاريخ 27 تشرين الأول على موعد مع عرض خاص لفيلم "أمينة" لمخرجه الفنان "أيمن زيدان" الذي كتب نصه بالشراكة مع سماح قتال، يارا جروج، جود سعيد، و تصدت القديرة نادين خوري لبطولته برفقة «قاسم ملحو، حازم زيدان، لمى بدور، جود سعيد، لينا حوارنة، رامز الأسود، نجاح مختار». 

يدخل الفيلم حياة أسرة ريفية تعاني من الديون بعد وفاة الأب وإصابة الابن الوحيد في الحرب إصابةً أقعدته عن الحركة والكلام مما يحمّل الأم "أمينة" وابنتها مهمة السعي وراء لقمة العيش وتجاوز الصعوبات وتحدي الطامعين. 

يعتبر "أمينة" التجربة الأولى لأيمن زيدان إخراجياً في السينما، هذا الرجل المعطاء الذي قدم الكثير للدراما السورية على صعيد التمثيل والإخراج كان آخرها إخراج مسلسل "أيام لا تنسى"، استطاع أن يضفي لمسته الخاصة على فيلمه أيضاً الذي استخدم فيه كاميرا متقنة الرؤية بلقطات ساحرة تحمل عين المشاهد بين الفينة والأخرى إلى رؤية بصرية متناسقة. 

ربما جاء ذلك للتغطية على أحداث الفيلم البطيئة، فرغم الأداء المتميز لنجوم العمل إلا أن الرسالة التي حملها كانت تقليدية و بسيطة، ففكرة الأم التي تضحي بجسدها ووقتها مواجهةً مصاعب الحياة لوحدها بعد وفاة الزوج لا تخلو من النمطية والتكرار، ورغم براعة القديرة نادين في أدائها والتكنيك العالي في إيصال إحساسها للجمهور إلا أن الملل كان سيد الموقف، فالأحداث تتسم بالرتابة حتى في وصولها للذروة. 

كما أن استغلال الدائن لظروف العائلة المعيشية الصعبة في محاولةٍ منه للحصول على مبتغاه بالزواج من الفتاة أيضاً هو موضوع مطروق ومُعاد في السينما العربية وحتى العالمية أو الدراما. 

أما الفنان قاسم ملحو فقد كرر نفسه في هذا الدور ويبدو أنه لا يخرج من عباءته، فقد لعب شخصية الرجل الانتهازي صاحب النفسية المستفزة والمبتزّة والذي ينفّر العائلة من تصرفاته الفجة وقد سبق ولعب هذه الأدوار لأكثر من مرة. 

بينما ظهر شباب العمل «لمى بدور، جود سعيد، حازم زيدان، نجاح مختار» بشخصيات جديدة واستطاعوا القيام بأدوارهم بشكل ملفت. 

إنما العمل ورغم الصورة اللونية المبتكرة فيه والتي ساعد التصوير في البيئة الساحلية على إبرازها بشكل جمالي أكثر، لم يكن مليئاً بهذا الزخم السينمائي من ناحية النص باستثناء خاتمة الفيلم التي حملت عدة معانٍ رمزية وانتهت بشكل غير متوقع لتكون العنصر الوحيد المفاجئ الذي صدم المتابع، فأُقفل الفيلم على دهشة يستحق عليها الثناء لكن بعد ساعتين من الرتابة وبعض المشاهد غير المبررة. 

 

لابد أن أيمن لامس بعدسته لواعج الجمهور واستطاع استقطاب الناس بألوانه المبتكرة لكن هل تكفي التقنيات العالية واللقطات المشبعة بإحداث ثورة سينمائية دون وجود نص قوي يعمل على إخراج هذه الصورة بأبهى حلة؟.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال:



رابط مختصر: https://qmedia.one/b/e2885853