حكومتنا تخطط 2030 .. والمواطن يبلع السكين
نور ملحم
حالة من الاستياء تسود الشارع السوري نتيجة الغلاء الجنوني الذي يسيطر على كافة السلع الاستهلاكية رغم الأمان المسيطر على مساحات واسعة من الأراضي السورية ،إضافة لكون الأسعار استقرت ومن ثم عادت للصعود، ويعتبر رأي الشارع أن حالة الغلاء ما هي إلا استمرار لفشل المنظومة الاقتصادية لدى الحكومة العاجزة عن ابتكار حلول لمعالجة التدهور المستمر للاقتصاد، والتخبط في الأسعار و عدم الاستقرار في الأسواق.
في الوقت الذي نجد الحكومة مشغولة بكيفية تحقيق الرفاهية للمواطن في عام 2030 ،من خلال رسم الخطط والأحلام البنفسجية لمستقبل المواطن السوري، وهي تدرك تماما أن بعض هذه الأحلام غير قابلة للتنفيذ ،ومع ذلك ترسم وتخطط وتعرض سلايدات أمام المترفين من الشعب السوري عبر المؤتمرات التي عقدتها مؤخراً.
المواطن الفقير المتأثر بظروف الحرب ،هدم منزله وراتبه لا يتعدى 50 ألف ليرة سورية لا تكفي آجار منزل في مناطق العشوائيات ولديه أطفال يحتاجون للطعام والشراب للعيش، يدخل إلى السوق وبيده ألف ليرة يمسكها بقوة حتى لا تضيع منه لشراء حاجيات أسرته، يُقلّب الأسعار ويبحث عن المواد الرخيصة ،ويتمتم " كيف رح نكمل لأول الشهر.. شو هالحالة يارب العالمين اللي وصلنالها".
من خلال الجولة التي قمنا بها في الأسواق الدمشقية لاحظنا الحالة الكبيرة من الفلتان وعدم الضبط بعد الارتفاع الأخير لسعر الصرف، حيث سارع تجار الجملة إلى رفع أسعارهم، وسبقهم تجار المفرق في البيع بأسعار عشوائية، في وقت لا يوجد أي نوع من زيادة الأجور، مما يسبب عجزا مستمرا لدى الأسر في تغطية احتياجاتها اليومية، وما زال الانتهازيون من التجار يسرحون ويمرحون في مأمن من العقاب، الفريق الحكومي يطلقون التصريحات البراقة ،مثل" جنون الدولار مجرد ظنون" ليبقى المواطن يسأل إلى متى هذا الاستهزاء بعقولنا؟؟ أو مهمتنا باتت سماع تبرايرات غير مقنعة أبداً ...
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: