Tuesday November 26, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

حكومة التكنوقراط في لبنان بين المطلب والواقع

حكومة التكنوقراط في لبنان بين المطلب والواقع

كتب أحمد الحسن في صحيفة "الأخبار" تحت عنوان "ما هي "حكومة التكنوقراط" وكيف يمكن أن تحكم في لبنان؟": " لا شك في أن مطالب المتظاهرين اللبنانيين الذين خرجوا الى الشوارع بأعداد هائلة باتت شبه معروفة لجهة رفض أي شكل من أشكال محاورة السلطة السياسية الحاكمة التي اوصلتهم الى هذه المرحلة الصعبة على كل الصعد الاجتماعية والاقتصادية ما دفعهم الى المطالبة باسقاطها وإستقالة الحكومة الحالية وإستبدالها بحكومة تكنوقراط تكون قادرة على الانقاذ ووقف الانهيار الذي قد يعرض البلد لأخطار كبيرة".

أمام هذا المطلب يجيب الكاتب عن التساؤلات حول مفهوم حكومة التكنوقراط وعن كيفية تشكيلها في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وهل يمكن للحكومة الحالية من هذا النوع أن تنتشله من هذا المستنقع الذي يتخبط فيه.

يقول الحسن: "حكومة التكنوقراط هي مطلب دائم منذ سنوات طويلة، لكنه لم يتحقق بفعل الهيمنة السياسية والطائفية على كل مفاصل الحياة في لبنان، خصوصاً أنّ حكومة التكنوقراط لا تكون سياسية ولا حزبية، وإنما تتشكل من مجموعة إختصاصيين وخبراء في المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والصناعية والبيئية وغيرها من القطاعات، كما تعمل وفق خطط مدروسة بعيداً عن أية مصالح أو مكاسب سياسية بهدف حل أزمات الوطن والمواطنين".

ويقدم التقرير مثالاً على نجاح تجربة حكومة التكنوقراط في العديد من الدول التي كانت على شفير الانهيار، مثل الصين التي قادتها إلى أقوى اقتصاد في العالم حيث هي اليوم.

أما عن إمكانية تشكيل حكومة تكنوقراط في لبنان، فيرى الكاتب أنّه من الصعب تشكيلها، لأن البلد "لبنان" قائم على توازنات سياسية وحسابات طائفية، وكما جرت العادة فإن الحكومة تتشكل من الكتل النيابية التي يتم التشاور معها وتسمي وزراءها، ما يجعل التيارات السياسية التي تتشكل منها هذه الكتل داعمة للحكومة وتغطيها سياسياً في الشارع، لذلك فإن اي حكومة تكنوقراط غير منتمية سياسياً تعتبر ضعيفة ما يعرضها الى الاستهداف وتحريك الشارع ضدها من دون أن تجد من يدافع عنها".

ويقدم الكاتب حلًّاً تلخيصياً أمام هذا الواقع، حيث يشير إلى أنّ هذا النوع من الحكومات يحتاج في المرتبة الاولى إلى التخلص من التبعية السياسية والحزبية والتحرر من الطائفية التي قسمت البلد الى أطراف متنازعة، ويقول: "أدت هذه التبعية إلى ظهور هذا الكم الهائل من الشعب اللبناني الخارج من العباءات السياسية والطائفية، والذي يمكن أن يشكل مظلة لهذا النوع من الحكومات فتكون مدعومة من شارع الثورة بشكل مباشر بعيداً عن الطبقة السياسية التي وبفعل الضغط يمكن ان تتنازل لتشكيلها، ربما وفق شروط معينة ما يخولها العمل بشكل سليم على الاستنهاض باقتصاد البلد والوصول به الى بر الأمان".

المصدر: صحف

بواسطة :

شارك المقال: