Friday April 19, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

هكذا خسرت سوريا ثلث أراضيها

هكذا خسرت سوريا ثلث أراضيها

وسام إبراهيم 

منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى عام 1939 عُقِدتْ اتفاقيات على أنقاض الدولة العثمانية المتلاشية فتّت سوريا الكبرى وفرضت عليها صكوك الانتداب الفرنسي - البريطاني واقتطعت أقاليمها الشمالية لصالح تركيا.

وبموجب اتفاقية سايكس بيكو كانت سوريا كما لبنان من نصيب فرنسا، وحاول المستعمر الجديد تجزئة سوريا على أساس طائفي إلى عدة دويلات.. رفض السوريون هذ المحاولات وطالبوا بدولة مستقلة غير مجزّأة

المؤتمر السوري الكبير

تشكل المؤتمر الوطني السوري عام 1919 في دمشق وعرف أيضاً باسم «المؤتمر السوري الكبير». 

وفي اجتماعه ربيع 1920 رفض المؤتمر مخطط سايكس – بيكو ووعد وبلفور، وأعلن أبرز مقرراته وهي استقلال سورية باسم المملكة السورية العربية بحدودها الطبيعية، بما يشمل لبنان وفلسطين والأردن ولواء اسكندرون والأقاليم السورية الشمالية التي أعطيت لتركيا من قبل الفرنسيين والإنجليز، ونادى المؤتمر بالأمير فيصل بن الشريف حسين ملكاً على المملكة السورية

غورو في دمشق

سقطت مقررات المؤتمرين بوضع الحلفاء عبر عصبة الأمم المنطقة تحت انتداب فرنسي بريطاني، وأرسل الجنرال الفرنسي غورو من بيروت إنذاراً إلى لأمير فيصل لقبول الانتداب وحل الجيش السوري.

استجاب الأمير القادم من الحجاز لإنذار غورو، وعارض وزير الحربية يوسف العظمة قبول الإنذار، وعمل على جمع ما تبقى من الجيش واتجه لمقاومة القوات الغازية الزاحفة باتجاه دمشق.

وبعد مقاومة على أطراف دمشق في منطقة ميسلون، دخل الجنرال غورو دمشق وأخضع سوريا للحكم المباشر تحت مسمى «الانتداب»

أعطت عصبة الأمم الشرعية للاحتلال الفرنسي والبريطاني على أنه انتداب تحت غطاء تحضير الأراضي التي غنمها الحلفاء من تركيا للاستقلال وبناء مؤسساتها

القضم بالسلخ 

أزالت فرنسا الحكومة الفيصلية في دمشق في تموز 1920، وأحلّت مكانها إدارة استعمارية تقليدية في سورية ولبنان

فرضت على البلاد نظام الحماية برعاية مفوض سامٍ فرنسي، وخلقت دولة لبنان الكبير 

سلخت أجزاء من حلب ومنحتها لتركيا عام 1923 وأصبحت الحدود التركية على مسافة 50 كيلو متر من المدينة

ووفقاً لمعاهدة "لوزان الثانية" خسرت سوريا عدة مناطق، أبرزها أضنة ومرسين وعنتاب ومرعش وصولًا إلى ديار بكر وأورفة وماردين

ومنحت فرنسا امتيازات خاصة للأتراك في منطقة أنطاكيا – الاسكندرون ثم تنازلت عنها نهائياً لصالح تركيا عام 1939 .

أربع دويلات وكيان

منذ العام الأول للانتداب تحركت فرنسا لتقسيم ما تبقى من سوريا إلى كيانات مذهبية أفضت إلى إنشاء أربع دويلات مستقلة:

دولة بأغلبية سنية عاصمتها دمشق (1920- 1925)

شملت مدن حمص وحماة ووادي نهر العاصي إلى جانب دمشق العاصمة

دولة ثانية بأغلبية سنيّة عاصمتها حلب (1920- 1925)

امتدت في مناطق الشمال السوري بالإضافة إلى منطقة حوض نهر الفرات

ودولة ثالثة علوية في الساحل (1920 – 1936)

تشمل طرطوس وبعض المناطق مثل سقيلبية وتلكلخ وجسر الشغور إلى جانب اللاذقية العاصمة

ورابعة درزية في الجنوب (1921 – 1936)

ضمت منطقة السويداء

وكيان خامس خاص في منطقة الجزيرة

جرح غائر

قاوم الشعب السوري مشاريع التجزئة، واندلعت ثورة سورية كبرى ضد الفرنسيين عام 1925، وكانت امتداداً للثورات السورية التي بدأت منذ أن وطئت أقدام الفرنسيين الساحل السوري.

ثورات واحتجاجات وإضرابات أفشلت مشروع الكيانات المذهبية المستقلة وأجبرت فرنسا على إعادة توحيد سوريا، وأعادت منطقة الجزيرة جزءاً من الوطن الأم، لكن سوريا لم تستطع استعادة المناطق المسلوخة، أو تمنع ولادة دولة لبنان الكبير.

ومع جلاء آخر جندي فرنسي عام 1946 كانت سوريا قد تقلصت من 300 ألف كيلو متر إلى 185 ألف كيلو متر مربع، ورفضت سوريا المستقلة الاعتراف بالتجزئة الاستعمارية. 

النكسة

في العام 1967 احتلت «إسرائيل» القنيطرة، فيما عرف بنكسة حزيران، واستطاعت سوريا استعادة أجزاء من المحافظة الجنوبية في حرب تشرين 1973، وبقي الجولان تحت الاحتلال الإسرائيلي إلى اليوم. 

لكن الحقيقة باختصار تقول: إن سوريا اليوم أصغر بكثير مما يجب أن تكون 

 

المصدر: حاص

بواسطة :

شارك المقال: