Monday December 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

في يوم عيدهن نساء الجزيرة لا تزلن تحت قيد زواج الحيار وزواج البديل

في يوم عيدهن نساء الجزيرة لا تزلن تحت قيد زواج الحيار وزواج البديل

خاص 

 

الشابة "عدلة ن" من أهالي بلدة تل حميس، بريف الحسكة، حالها تشبه حال الكثيرات من بنات الجزيرة السورية.

تتعرض "عدلة" بشكل يومي للحرمان والجور والقهر، فلا يحق لها إقرار مصيرها ولا اختيار نصيبها، والأكثر من ذلك، زوّجوها لشخص تجهله ولا تريده، علماً لم تكن تلك المراسيم في سوق النخاسة حسب وصفها.

لم تهتم "عدلة" ولا تكترث لجميع الاحتفالات والأهازيج التي تقام سنوياً احتفاء بيوم المرأة العالمي، وستحرم نفسها من تلك الطقوس حتى تعود أنثى لها وعليها.

وتقول "عدلة" عن مظلوميتها: «قد يندهش كثيرون من واقعتي، لكنني أستطيع التأكيد بأنني حالة من عشرات الحالات التي تواجهنا نحن الفتيات بشكل دائم، تقديم لي شاب يخطبني، وهو من غير منطقتنا وعشيرتنا حسب كلام الرجال الكبار، فرضوا على ابن عمي ليتقدم لي وهو يصغرني سناً، ومشاعر الحب مفقودة عندنا بشكل مطلق، لم نفطن يوماً أن نحب بعضنا، فرضوه علينا فرض، تحت مبدأ "الحيار" بمعنى أن يحيرني ابن عمي، ولا يسمح لي الزواج بمن تقدم الي، ولا لغيره طالما هم من غير أسرتنا وعشيرتنا».

وتتابع القول: «هذا العرف العشائري القديم قائم حتى يومنا هذا، يعتبر أبشع أنواع الظلم بحقنا، وبحق أي فتاة تفرض عليها هذا العرف الظالم، نتيجة ذلك تحدث مشاكل كثيرة، أحياناً بين أبناء العمومة، وتزداد العنوسة أكثر، فالبنت تحرم الزواج بمن تُحب، وكثيراً من يتعذر ابن العم أيضاً، فقد يستخدم فيتو "الحيار" لمعاقبتنا لا أكثر، ومرات قليلة، تفرض البنت على نفسها قرارات أكثر ظلماً».

تطالب الكثير من الفتيات في يوم عيدها، أن تُحقق لها أبسط حقوقها، وتُقدّم لها أدنى علامات التقدير والاحترام والاعتراف بها كإنسانة، إلى جانب "الحيار"، تعاقب الكثير من فتيات الجزيرة السورية، "بزواج البدائل".

"صابرة ع" واحدة من ضحايا ذلك الزواج في منطقة الجوادية بريف القامشلي، تقول: «أربعة أشخاص يكونون مقيدون مع بعضهم البعض، في ذلك الزواج، هو أن أتزوج بإبن عمي أو شخص من الأسرة، وأخي يلزم به الزواج من شقيقة زوجي، خلال السنوات الأربع من الزواج الرباعي، يحصل خلاف بيني وبين زوجي، فاتجه إلى منزل أهلي، ليفرضون على أخي بطرد زوجته أيضاً، وكثيراً ما حصل طلاق بين جميع الأطراف لحصول خلاف بين طرفين، لكنه أمر واقع وعشائري».

ضمن قوانين الإدارة الذاتية التي فرضتها بفرض نفسها على المنطقة، عدم السماح بتعدد الزواج، وإكراها على الزواج، وأكثر من ذلك زج الزوجين في السجن إن شاركا في الزواج الثاني وأكثر، لكنها لم تستطع تخفيف حدة المعاناة طالما هناك عرف عشائري، والمساومة عليه، مساومة على التاريخ والماضي حسب مطبقي تلك القوانين.

ساحات الجزيرة السورية وحدائقها وغالبية مناطقها وبلداتها، تشهد وتقيم الاحتفالات بشتى الطرق، عبر الفن والمسرح، بالزراعة وإهداء الورود، احتفاء بيوم المرأة العالمي، وكثيرات هن النساء اللواتي يرغبن أن يشاركن وينضممن إلى تلك الأجواء بحب وفرح، لكنهن يمتنعن عن ذلك، حتّى تعود إليهن أنوثتهن وكرامتهن المفقودة، حرموها عنوة وبأعراف عمرها بزمن الجاهلية وما قبله.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: