في «طرطوس».. أسعار حليب الأطفال «تحلق».. فما البديل ؟!

نورس علي

«لو عرفان هيك ما كنت سمحت لزوجتي تحمل بطفلنا التاني قبل ما تخلص الحرب، فكل 4 أيام بدنا علبة حليب حقها 2500 ليرة وكيس حفوضات 2200 ليرة، ودخلنا لا يتجاوز 100 ألف ليرة»، هكذا شكى رب الأسرة "محمد رضوان" حزنه وشروده اليومي خلال ساعات المساء والسهرة في منزله، وتفكيره بالحلول التي يجب عليه ابتكارها وخلقها بعد سماعه بارتفاع أسعار حليب الأطفال إلى ما يزيد عن /3500/ ليرة.

كثيرة هي الدراسات التي أشارت إلى تكاليف معيشة الأسرة السورية في الشهر الواحد، والتي تجاوزت 200 ألف ليرة في غالبيتها، إلا أنه لم تنجز حتى اللحظة دراسة خاصة بتكاليف تربية طفل رضيع شهرياً، وهذا ما سنحاول تقديمه واقعياً بمساعدة رب الأسرة "محمد" الذي كان سبباً في بحثنا.

الطفل الرضيع بحاجة علبة حليب مجفف كل أربعة أيام وفق حديث الأب "محمد" سعرها نحو 3500 ليرة، إضافة إلى كيس خفاضات بسعر وسطي 2500 ليرة لذات الفترة الزمنية، أي أن مصروفه /6000/ ليرة كل أربعة أيام، مما يعني أن مصروفه الشهري نحو خمسة وأربعين ألف ليرة شهرياً، ويعادل نصف دخلنا الشهري، وهذا الرقم غير ثابت وقابل للزيادة بشكل مستمر، وهذا يدفعني للتفكير يومياً بالبحث عن عمل آخر بعد العمل الحكومي، فمصروفنا الشهري أكبر من دخلنا مما سبب عجز وديون لأغلب التجار في الحي الذي أقطنه ضمن مدينة "طرطوس".

الحال من بعضه كما يقول الصيدلاني "الطيوب" الذي فضل عدم ذكر اسمه الكامل بل لقبه الشعبي بين زبائنه المرضى، تفادياً لفتح جبهة كلامية مع مستودعات الأدوية ومستوردي الحليب المجفف، حيث قال: «نبيع علبة الحليب بـ 2500 ليرة وعند طلب كمية ثانية نجد أن سعرها ارتفع دون سابق إنذار، وهذا يحتاج إلى ضبط من قبل الجهات المعنية بوضع التسعيرة».

كثير من أرباب الأسر قرروا الاستعاضة عن الحليب المجفف بالحليب البقري الطبيعي، رغم عدم مواءمته للأعمار الصغيرة، بحسب حديث مربي الأبقار "علي إبراهيم" حيث قال: «لقد زاد الطلب على الحليب البقري في حينا وخاصة ممن لديهم أطفال صغار، وقد ناشدونا لتسجيل أسمائهم بكميات ثابتة كل عدة أيام».

المصدر: خاص

بواسطة :