Tuesday November 26, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

في «طرطوس».. الزحام في زمن الـ«كورونا» وتوزيع المقنن الإعاشي !

في «طرطوس».. الزحام في زمن الـ«كورونا» وتوزيع المقنن الإعاشي !

 

بعد تزاحمه مع عشرات أرباب الأسر والنساء المصطحبات لأبنائهم تمكن "جمال عزيز" من الوصول لموزع المقننات الإعاشية في سيارة السورية للتجارة المركونة بساحة البلدية، ولم يفرغ من حمد رب على ما اعتبرها بطولة في زمن الشدائد، حتى نادى أحدهم ستنقل السيارة مئتي متر إلى جانب الدوار.

"جمال" وهو أب لأربعة أطفال جلس على الرصيف لأخذ قسط من الراحة، ليتمكن من المزاحمة في الموقف الجديد لسيارة السورية للتجارة، وهنا قال: «مو حرام يصير بهي الناس هيك، الكل بده ياخد أول شيء، والفقير والضعيف مالو شيء، وأكتر مين عمل الفوضى هنن من المنظمين الرسميين». فقطع حديثه بسرعة وقال: «عن أذنك يا جدي بدي أسرع شوي حتى لحق دور جديد، بلكي أم العيال بتفرح شوي اليوم».

إذاً الحكاية بدأت وفي تفاصيلها

منذ الساعة العاشرة شاع خبر توزيع مواد مقننة إعاشية من قبل لجنة الطوارئ في مدينة "بانياس" محافظة "طرطوس" عبر سيارات السورية للتجارة، وبدأت الناس بالتوافد إلى شوارع المدينة، دون علم بأماكن التوزيع، فغصت شوارع المدينة بالناس وكأن الإجراءات الاحترازية لا تعنيهم أمام لقمة العيش، فرب الأسرة "حسن كرمو" جال في مختلف شوارع مدينة بانياس حين سمع الخبر، بحثاً عن موقع توزيع يتمكن من خلاله الحصول على الزيت والسكر والرز، ولكنه لم يفلح إلا في تمام الساعة الحادية عشرة عندما وصول سيارة إلى ساحة البلدية، وبدأ متطوعو من المجتمع المدني بعمليات تنظيم الناس، وخلال نصف ساعة جاءت التعليمات بأن ينقل مركز التوزيع إلى جانب الدوار، فتدافع الناس كأمواج البحر نحو الموقع الجديد، وسبقت سيارة السورية للتجارة، ظناً منهم أنها مجانية، مما أدى إلى انسحاب البعض عندما علموا بأنها مخصصات شهر نيسان من المقننات الإعاشية.

في الموقع الجديد بحسب "كرمو" ضاع دوره ولم يعد يعلم من كان أمامه، ولكنه تزاحم من المتزاحمين من جديد، والمحزن أن بعض البطاقات الذكية كانت تمرر بشكل سري للموزع، متجاوز جميع البسطات كأننا من عالم آخر لا كرامة لنا ولا أهمية، ما علينا، كان لدي إصرار المحافظة على الدور لأثبت للمنظمين بأننا حضاريون ويجب التعامل معنا بطريقة تليق بنا.

ولكن قبل أن أتمكن من الوصول إلى الموزع المباشر، علا صوت أحد المنظمين بأن التوزيع سينتقل إلى موقع ثالث جديد هو داخل الكراج القديم، بكون مسؤولين مرموقين قادمين لمتابعة عمليات التخطيط والتطبيق، ولا يجب أن يروا العيوب والازدحام الكبير والمخالفات الواضحة والصريحة للإجراءات الحكومية لمنع انتشار فايروس الكورونا، وذلك من خلال التجمعات البشرية التي سببتها عمليات التوزيع.

انتقلنا إلى موقع الكراج وقد أصبحت الساعة الواحدة تماماً ولم أتمكن من الحصول على مستحقاتي من المواد الإعاشية، فأحد المنظمين يمرر بطاقات من اليمين والشمال، فاعترضت على فعلته المذلة لنا، فاعتذر بأنه لم يفعل شيء، الحمد لله بقي أمامي شخصان فقط، لا بل شخص واحد، وقد انتهت كميات الزيت من المخصصات وبقي السكر والرز فقط.

هي حكاية التوزيع المباشر للمواطنين عبر السورية للتجارة، والتي تروى في جميع مناطق المحافظة بشكل يومي مع فروق بسيطة في بعض التفاصيل.

 

المصدر: خاص

شارك المقال: