في لبنان تعددت الأرباب ولكن الخراب واحد.. "أب روحي جديد يأخذ دور المضحي

خاص/ حسن سنديان 

على ما يبدو أن "بي الكل" صدقت تنبؤاته عندما قال "رايحين عا جهنم" في حال عدم ولادة حكومة جديدة، خصوصاً بعد عناد الثنائي الشيعي على وزارة المالية، ليظهر أب روحي آخر، ولكن بدور المضحي، "أبونا" سعد الحريري، الذي ضحى بموقفه السياسي ووافق على طلب الثنائي الشيعي بتسمية الحقيبة المالية لهم.

تعددت الأرباب في لبنان والهلاك واحد، "أبونا الروحي الجديد" يأخذ دور "الشحات" في الفيلم المصري المأخوذ من رواية نجيب محفوظ بنفس الاسم، الذي انتج عام 1973، وهو من بطولة الفنان "محمود مرسي" ويتحدث عن المحامي "عمر الحمزاوي" الذي ينتمي إلى الطبقة الغنية، يساوره قلق وجودي حول سر الكون والإيمان بالله ليصل به الأمر أن يدفع بعشيقته "وردة" التي تمثل لبنان وخصوصاً منطقة طرابلس بحالها التي وصلت إليه الآن"، لنوم ليلية مع صاحب الكباريه "ماكرون" ليجيبه عن سؤاله هل «يؤمن بالله أم لا»؟ هل يوجد أموال لإنقاذ لبنان أم لا؟.

يرفض صاحب الكباريه "ماكرون" الإجابة.. ويخرج عن نص الفيلم ليقول كلكم خونه" أي على مبدأ الكفر "كلكم كفرة".. وذلك بعد إعلان مصطفى أديب رئيس الحكومة المكلف الاعتذار عن تشكيل حكومة اختصاصيين بمبادرة فرنسية من صاحب "الكباريه".   

 ليبقى "أبونا الجديد" حائراً في أمره حول فكرة الإلحاد وجهنم، وفي سياق البطولة وبين كل هؤلاء الكفرة ظهر هذا الأب الروحي.. ليس من وصاية الفاتيكان أو كمخلص لبنان، كان هو أيضاً يبحث عن الذات الإلهية في لبنان بعد قضاءه ليالٍ حميمة مع صاحبته عارضة الأزياء السمراء وصرفه ملايين الدولارات عليها، عبر ممارسة الملذات كي يبحث عن الذات الإلهية ويصل إليها، لكنه وصل اليوم إلى طريق المسدود، فما كان له إلا أن يعتنق التصوف، ويضحي بوزارة المالية التي لطالما طالب بها الثنائي الشيعي.

"أبونا" الجديد هذا مع باقي الكفرة "الوزراء" يساوم على مقعدٍ جديد في رئاسة الحكومة، كما أن الكفرة منقسمون على قسمين منهم من ينتظر الانتخابات الأمريكية، وآخر يساوم على كرسي لحزبه من أجل صاحب الكباريه "ماكرون" الذي قُدم له لبنان كضحية شرف مقابل الإجابة "هل يوجد مال في لبنان".. فمن قدم ضحية الشرف "لبنان" أبونا الروحي الجديد أم الكفرة؟. 

 

المصدر: خاص