في بلد التعليم المجاني.. "الماجستير" لمن يملك النقود!
ناطق العجب
لا يمكن أن يمضي يوم واحد في سوريا دون أن يتندم الإنسان "العايش" فوق أرضها، على اللحظة التي خُلق فيها فوق هذه البقعة من الكرة الأرضية، وهذا الندم ليس اعتراضاً على البلاد بحد ذاتها، وإنما على الظروف السيئة التي يتفنّن المسؤولون في خلقها.
آخر هذه الظروف كانت نتيجة مفاضلة الدراسات العليا، والتي أصبحت فجأة طقساً للأرستقراطيين أو أصحاب الثروات الهائلة، لتغدو مجانية التعليم في سوريا كمن يباهي بمياه النهر التي جفّت منذ سنوات كثيرة!
الدراسات العليا "الماجستير"، شهدت ارتفاعاً غير مسبوق في المعدلات، حيث أصبح الحد الأدنى في بعض الكليات الجامعية يقارب الـ 75%، وهو ما جعل الطلاب يتحسّرون على أمل مواصلة الدراسة في بلاد "التعليم المجاني".
هذه النتيجة جاءت بعد قرابة شهر من تصريح لمعاونة وزير التعليم العالي لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا سحر الفاهوم، والتي أكدت حينها صدور قرار من مجلس التعليم العالي برفع نسبة مقاعد الماجستير والدراسات العليا لتصبح 30 بالمئة بدلاً من 5 بالمئة للجامعات الخاصة والافتراضي والتعليم المفتوح، مضيفة: "أن آلية القبول أصبحت بمعدل 70 بالمئة للجامعة الأم و30 بالمئة للافتراضي والخاص والمعاهد العليا وغير السوري والحكومي والمفتوح".
في ضوء هذه التغيرات، لم يعد ارتفاع الدولار أكبر المخاوف، ولا تحديد الدعم للمواد الأساسية شيئاً يدعو للقلق، ولا أشياء أصغر أو أكبر من ذلك، إنما الطامة الكبرى تكمن في شطب خطوط كانت فيما سبق حمراء وغير قابلة للمس!
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: