Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

في "الشرقية".. حشود "تركية" ضد "أوروبا"

في "الشرقية".. حشود "تركية" ضد "أوروبا"

خلال الأسبوع الماضي عملت "أنقرة" على تعزيز كامل نقاطه الحدودية مع سوريا قبالة مدينتي "تل أبيض"، بريف الرقة الشمالي، و "رأس العين"، بريف الحسكة الشمالي الغربي، لتعود وسائل إعلام تركية للحديث عن عملية عسكرية مرتقبة في مناطق شرق الفرات من "سوريا"، الأمر الذي ينبأ بموجة جديدة من العنف الذي سينعكس على المدنيين، ولا يبدو أن "قوات سوريا الديمقراطية"، تمتلك أي ضمان من الولايات المتحدة الأمريكية أو أي طرف دولي يحميها من الجموح التركي، وعلى أن "قسد"، موضوعة أمام خياري القتال من ثم الانسحاب، أو الانسحاب المجاني، فإنها ستذهب نحو القتال في معركة متفق على الرابح فيها، لتبرر خسارتها للمناطق التي تريدها "أنقرة" أمام الشارع المؤيد لها، ذلك إن قيادات "قوات سوريا الديمقراطية"، لا تجد متسع للتفكير بمصالح المدنيين القاطنين في مناطق انتشارها، والاهم هو بقاء مشروعها الانفصالي قائما، بأي شكل كان.

تتحدث بعض المصادر المقربة من "قسد"، إن «التحرك التركي قد يكون بالتنسيق مع واشنطن للضغط على دول أوروبا الغربية التي لا تريد معركة جديدة في مناطق "شرق الفرات"، بما يضمن بقاء "قسد"، قادرة على إدارة ملف المخيمات وخاصة "مخيم الهول"، الذي تحول إلى "وطن بديل"، لنحو 5 آلاف شخص من عوائل مقاتلي تنظيم "داعش"، الذين يحملون الجنسيات الأجنبية، وأي معركة قد تدخل المنطقة في فوضى أمنية، قد تفضي إلى فقدان السيطرة الأمنية على هذه المخيمات وبالتالي ارتفاع احتمال فرار عدد من الأجانب وعودتهم إلى دولهم الأم بطريقة غير شرعية، ما يعني زيادة نسب ضرب العواصم الأوروبية بعملية "إرهابية" ينفذها مرتبطون بتنظيم "داعش"، ومواجهة مثل هذا الخيار سيكون بالموافقة على الطلب الأمريكي بإرسال قوة عسكرية أوروبية إلى مناطق "شرق الفرات"، لتنتشر إلى جانب القوات الامريكية التي يريد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، إبقاءها بعد سحب الجزء الأكبر منها إلى الأراضي العراقية مبدئياً.

مشكلة "واشنطن" لا تمكن في بقاء قواتها، وإنما في رغبتها بتوريط أكبر عدد ممكن من الدول الأوروبية بالوجود العسكري في مناطق شرق "سوريا" بما يحقق هدفين أساسيين، الأول يحفظ للولايات المتحدة الأمريكية أهدافها الاستراتيجية في مناطق الشرق السوري من خلال استمرارية منع الدولة السورية من الاستفادة من الطرق الحيوية التي تربط الشرق السوري مع العراق، إضافة إلى استمرارية تهريب النفط لصالح واشنطن إلى الأسواق الأوروبية في عملية تجارية تعتبر تركيا شريكاً أساسياً فيها، أما الهدف الثاني بالنسبة لواشنطن، فإن زيادة عدد الدول المتواجدة في مناطق شرق سوريا، سيعني تعقيد ملف هذه المنطقة لأطول فترة ممكنة، فمن وجهة نظر واشنطن، لن يكون بمقدور الحكومة السورية فتح معركة مع "قسد"، بوجود هذه القوة لأن ذلك سيعني بداية حرب سوريا ضد مجموعة من قوى حلف شمال الأطلسي، ولأن الإدارة الامريكية تتحكم بقرار "قوات سوريا الديمقراطية"، فيما يخص الحوار مع الحكومة السورية، فإن هذا الحوار سيبقى معطلاً، وسيكون أمام "دمشق" وحلفاءها مشوار طويل من المفاوضات مع الدول المشغلة لـ "قسد"، والتي باتت حكومة الاحتلال الإسرائيلي واحدة منها بشكل معلن لا تخجل منه القيادات الكردية نفسها.

إذا ما بدأت معركة "أنقرة" ضد "قوات سوريا الديمقراطية"، في مناطق الشمال قبل أن تعلن الدول الأوروبية موافقتها على الطلب الأمريكي، فإن خارطة الانسحاب التي ستنفذها "قسد"، ستشمل كامل مناطق الشريط الحدودي فيما عدا مدن "المالكية – القامشلي – عين العرب"، على إن الوجود الأمريكي في منطقة "رميلان – عامودا"، سيعني بالضرورة إن الجيش التركي لن يذهب نحو هاتين المنطقتين، وعلى الأرجح أن تكون المنطقة الممتدة بين "رأس العين"، بريف "الحسكة"، وصولاً إلى شرق "عين العرب"، بريف "حلب"، هي الهدف الأولي للقوات التركية وميليشياتها، إلا أن هذا "العدوان" لن يكون إلا مقدمة للبدء بدمج "قسد"، مع بقية أطياف المعارضة التي تدعمها وتتحكم بها الحكومة التركية، إذ أن "قسد"، تبحث عن اعتراف "الائتلاف"، وبقية أطياف المعارضة بها، بعد أن فشلت بتحصيل اعتراف من الحكومة السورية بمشروعية وجودها بحجة أنها قوة تحارب "الإرهاب"، وهذا يعني أن "قسد"، تبحث حالياً عن اعتراف الإرهاب بشرعية وجودها كجزء منه، وذلك مقابل مجموعة من المناطق التي ستمنح لـ "تركيا"، وميليشياتها بعد بذل الكثير من دماء المدنيين.

 

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: