«في الشرقية».. حرارة الميدان ترتفع !

انحسبت قوات الأمريكية من نقاطها في "تل ابيض - سلوك"، بريف الرقة الشمالي، كما انسحبت من محيط مدينة "رأس العين"، بريف الحسكة الشمالي الغربي، مع تصريحات تأتي من "واشنطن" مؤكدة بأن القوات الامريكية لن تدافع عن "قسد"، في اي معركة ضد تركيا، فيما تقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن «الانسحاب شمل ١٥٠ عسكريا أمريكياً من مناطق الحدود».
ويفكر الأتراك بمنطقة تمتد ما بين "رأس العين"، و "تل أبيض"، وبعمق حتى بلدة" الكنطري"، شمال الرقة ما يعني الإشراف على طريق "الحسكة - حلب"، دون الوصول إليه في أيّ منطقة، فيما تعلن "قسد"، عبر وسائل إعلامها أن الجيش السوري يستعد لدخول مدينة "منبج"، الواقعة بريف حلب الشرقي، بعد الانسحاب الأمريكي الوشيك من مناطق "غرب الفرات"، علماً أن الجيش السوري ينتشر منذ عام ونصف تقريباً في محيط المدينة الشمالي الشرقي وصزلا إلى بلدة" تادف"، الواقعة جنوب مدينة "الباب"، المحتلة من قبل تركيا ومن يواليها من فصائل.
ويفتش الأتراك عن منطقة يتم بناء ١١ قرية و٣ مدن جديدة، بقدرة استيعابية تصل لثلاثة ملايين شخص، سيتم إعادتهم للداخل السوري من مخيمات تركيا ودول أوروبية عديدة، والمسألة تأخذ بعداً سياسياً يتمثل بتحويل هذه المنطقة لعامل تحكم في مسير أيّ عملية تصويت في سوريا، كما إنها ستكون بمثابة "محمية إخوانية"، بفعل أن غالبية من سيسكنها هم من عوائل عناصر الفصائل الموالية لتركية.
الربط الجغرافي بين هذه المنطقة وما تحتله تركيا من أراض بريف حلب الشمالي كـ "جرابلس - عفرين"، يحتاج لدخول الأتراك لبلدة "عين عرب"، والأمر مستحيل نسبياً لوجود عدد كبير من القوات متعددة الجنسيات المتواجدة في منطقة "تل النور"، أو "مشتى نور"، كما أن العملية التركية لن تقترب من بلدة "عين عيسى"، التي يتواجد فيها قاعدة أمريكية كبيرة، ولن تقترب من الضفة الشرقية لنهر الفرات بريف حلب الشرقي لوجود القاعدة الأمريكية الأكبر والمبنية في منطقة "صرين" الواقعة بدورها جنوبي طريق "حلب - الحسكة"، بأربع كيلومترات فقط.
ويثبت الأمريكيون مرة أخرى أن لـ "قسد"، في حسابات "واشنطن"، دور وظيفي ينحصر بالملف النفطي والحفاظ على طريق "حلب - الموصل"، مقطوعاً بوجه أيّ حركة تجارية او مدنية تابعة للدولة السورية، ولن يكون في حسابات أمريكا التخلي عن التحالف مع "أنقرة" لجهة الحفاظ على "قسد"، التي لا يهم أيّ تواجد لها خارج حقول النفط من شمال الحسكة في "رميلان"، مروراً بحقول "الشدادي"، وصولا إلى حقول دير الزور في "حقل العمر - كونيكو".
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: