«فوق الموت عصّة قبر».. وضع السوري في هذا الزمن !
نور ملحم
سيتم التصدي بحزم لكل من تسول له نفسه رفع أسعار أي مادة أو سلعة غذائية أو استهلاكية والخروج عن الأسس والقرارات الناظمة لعملية التسعير والالتزام بما يصدر عن الوزارة من قرارات ناظمة لتنشيط عملية البيع والشراء وطرح المواد بالأسواق بأسعارها الطبيعية، والمنطقية هذا التصريح الذي أدلاء به وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك "عاطف النداف" فور صدور المرسومين التشريعيين بزيادة الرواتب.
ولكن حقيقة الأسواق تتكلم غير ذلك فخلال السنوات السابقة من عمر الحرب لم يحدث أي ضبط للأسعار، واستمرت موجة الغلاء بالأسعار، ومازالت الزيادة أدنى بكثير من الحاجات المعيشية، ليبقى المواطن رهين لعنة الحرب والتجار دون أفق مفتوح لحلول قريبة.
التدهور في سعر صرف الليرة أمام الدولار تسبب في مفاقمة سوء معيشة المواطنين إلى حدود قصوى ومن المرجح أن تتجاوز على ضوء هذا الانحدار تقديرات المنظمات الدولية لخط الفقر في سوريا الذي تخطى 80% ممن يعيشون في البلاد.
بالمقابل، فإن رئيس الحكومة "عماد خميس" اعتبر أن الارتفاع سببه الشائعات والمضاربات، وإن أسباب تراجع سعر صرف الليرة والتقلبات السريعة صعوداً وهبوطاً تتبع لعوامل عديدة ولقرارات معينة، وشائعات إعلامية أو صفقات لمضاربين مستفيدين يدفعون عليها ملايين الدولارات، مؤكداً أن بعضها اليوم مرتبط بانتقال العملة بشكل منظم وغير شرعي إلى بعض دول الجوار.
الأمر الذي أثار ردود أفعال ساخطة من قبل الناس، الذين اعتبروا العامل الأساسي وراء تدهور سعر العملة السورية هي الاختلالات الهيكلية في بنية الاقتصاد السوريين كما أنّ العقوبات الاقتصادية التي أثرت بشكل سلبي في استنزاف احتياطي العملة الصعبة مع تمويل المستوردات عموماً، ما أدى لتدهور النشاط الاقتصادي وحدوث التضخم بشكل متواصل.
وهناك الكثير من تجار الحرب الذين يعتمدون الدولار أساساً لأسعار بضائعهم، ويصدرون في صبيحة كل يوم لائحة أسعار وفق نشرة صفحات التواصل، ليكون المواطن هو الضريبة في دفع هذا الفرق الكبير ما بين السعر الحقيقي للدولار والسعر المتداول عبر الصفحات الزرقاء دون أن يكون للمسؤولين على حماية السوق أي تدخل سواء التجول عبر العديد من الأسواق برفقة أحدى وسائل الإعلام التي يتم صرف مبلغ مالي لها كنوع من المكافأة لنقل ما ترغب به مديرية التموين فقط دون أي تدخل لتخفيض الأسعار.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: