دراسة.. ماذا يحدث لدماغ المتطرفين أثناء القيام بأعمال العنف؟
تشهد العديد من المدن حول العالم بين الحين والآخر هجمات مسلحة ينفذها متطرفون تصنفها السلطات بأنها إرهابية أو عنصرية، وفي كل مرة يتساءل الناس عن دوافع الفاعلين.
ومن أبرز الأمثلة هجمات تنظيمي "داعش" و"القاعدة" في أبرز البلدان العربية والغربية، ما أدى إلى مقتل آلاف المدنيين حول العالم.
فما الذي يدفع هؤلاء إلى القيام بمثل هذه السلوكيات؟ وهل تختلف أدمغتهم عن أدمغة البشر العادية؟ وما الذي يدفعهم إلى القيام بهذه الأفعال العنيفة التي يعتقدون أنها تخدم معتقداتهم؟
يحاول نافذ حميد، العالم المتخصص بقضايا الإرهاب، الإجابة عن لك الأسلة من خلال دراسة عقول المتطرفين التابعين لحركات إسلامية متشددة لمدة سبع سنوات، حيث استطاع أن يقنع نحو 70 شخصاً منهم بإجراء صور الرنين المغناطيسي لفحص أدمغتهم، وفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
وفي الاختبار الأول، أجريت صور الرنين المغناطيسي على عدد من المتطرفين في مركز طبي متخصص في برشلونة، حيث كانوا يخضعون للصورة بعد إشراكهم في تمرين بلعبة كرة السلة، ومن تم تحييدهم وتجاهلهم أثناء اللعبة وحتى إخراجهم منها في مرحلة من المراحل.
يشير حميد في مقطع مصور يشرح فيه الاختبار أن الهدف من إخراجهم من لعبة كرة السلة، اختبار مشاعرهم في تلك اللحظة حيث تحرك في دماغهم ما يعرف بـ "القيم المقدسة" لديهم، والتي تصبح أكثر نشاطا بعدما يشعرون بالتجاهل.
ولكن المفاجأة كانت عندما وجدنا أن ما حصل معهم في اللعبة وإخراجهم منها حفز مناطق أخرى في الدماغ والتي لا تتعلق بالقيم المقدسة، بل أنها حفزت أدمغة هؤلاء لتجعلهم مستعدين "للقتال" من أجل حتى ما يرونه "قيم غير مقدسة" لهم، بما يعني أن قائمة ما يرونه هاماً لهم أصبحت تشمل كل شيء متعلق بهم.
وأضاف أن هذا الاختبار يعني أن الأشخاص الذين لديهم قابلية للتطرف أو أفكار متشددة، فإن تجاهلهم وتحييدهم يعني أنهم سيصبحون مستعدين للعنف بشكل أكبر للدفاع عما يرونه صحيحاً.
وفي الاختبار الثاني، قال حميد «أجرينا اختباراً على 30 متشدداً من القاعدة، وطلبنا منهم تحديد قابلية قيامهم بسلوكيات عنيفة وتحديد درجة ذلك ضمن معيار من 1 إلى 7، وبعد أن يقوم بالاختيار أعلمناهم بما اختاره أقرانهم الآخرون ضمن هذا المعيار، وبعد ذلك أجريت لهم صورة الرنين المغناطيسي».
ووجد أن نتيجة الصور جاءت متشابهة، إذ أن منطقة هامة في منتصف الدماغ تصبح وكأنها تدخل في سبات من دون نشاط إذا كانوا مستعدين لاستخدام العنف الشديد دفاعاً عما يؤمنون به، مشيراً إلى أن الخطورة في هذا الأمر تعني عدم إمكانية التفاوض أو النقاش مع هذا الشخص، وبما يعني أن دماغه ينغلق على نفسه ولا يسمح بالتفكير بأية معطيات أخرى.
ولكن على ما يبدو فإنه عند إبلاغهم بأن أحد زملائهم اختار درجة عنف أقل من أجل الدفاع عما يؤمن به، فإن المنطقة التي كانت قد دخلت في سبات تعود للنشاط، وحتى أن هذا الشخص يعيد إلى تقليل درجة العنف التي يمكن أن يصل لها في الدفاع عما يؤمن به لتتطابق مع زميله الآخر.
وأوضح حميد أن هذا الاختبار يثبت أن التوجه للعنف سيقل عند الشخص المتشدد إذا ما وجد أنه أصبح متطرفاً عن مجتمعه المتشدد، وسيحاول الانخراط ضمن بيئته واتباع سلوكياتها.
المصدر: وكالات
شارك المقال: