دراما "البان آراب" ......انسبوا الفضل لصاحبه
عمر الشريف
تحقّق الدراما السوريّة حضوراً مميزاً على السّاحة العربية، وهذا بالتأكيد لم يأت من فراغ، حيث تولَي الدولة السورّية اهتماماً ملحوظاً بقطاع الدراما، من تسهيل استخدام مختلف مواقع التصوير، إلى رفع سقف الرّقابة في انتقاد جميع الأحوال المعيشيّة في سوريا، كما أنّ فاعليّة المعهد العالي للفنّون المسرحيّة بدمشق في إعداد وتخّريج ممثلين على طراز رفيع، ورغم غياب أكاديميّات تعلّم الإخراج في دمشق إلّا أنّنا نجد سوريّة تمتلك نخبة من المخرجّين الموهوبين كـ (حاتم علي، الليث حجّو، المثنّى صبح، سامر برقاوي، سيف الدين سبيعي، رشا شربتجي وغيرهم)، هذا بالتأكيد ينسب لمخرجين مخضرمين يعتبروا شيوخ الكار أمثال هيثم حقّي وهشام شربتجي، الذين درسوا فنّ الإخراج أكاديمياً في الخارج، فهيثم حقّي الذي تخرّج من معهد (فغيك) للسينما في موسكو تتلمذ على يديه كل من الليّث، المثنى وسيف، كما هشام شربتجي الذي درس في القاهرة ورّث لابنته أسرار المهنة، لتنفصل عنه وتحلّق عالياً في سماء الدراما.
كلّ هذه العوامل شكّلت حالة درامية تعتبر من الأقوى عربيّاً، جعلت أموال المنتجين في البلاد المجاورة تتجه لاستقطاب صنّاع المسلسلات السوريّة لرفع سويّة الأعمال التلفزيونيّة في بلادهم، وفُعّل هذا الإجراء بشكل كبير خلال الأزمة التي تمرُّ بها سوريا، وبالطبع وجد هؤلاء الفنّانين، ملاذاً مادياً وتسويقيّاً، فعلى صعيد الإخراج بات سامر برقاوي اليوم واحداً من ألمع المخرجين في الوطن العربي، بعدما تبّنته شركة الصبّاح، ليقدّم (لو،تشيللو، نص يوم، والهيبة بجزئيه) محقّقاً نجاح ملفتاً عربيّاً، كما دُبلج "تشيللو" إلى الإسبانية، وذهب نص يوم إلى البوسنة والهرسك، ويبرّر معظم النقّاد والمتابعين هذا النجاح لاعتماده بشكل أساسي على كوادر سوريّة، فبرقاوي يعلم جيّداً أنّه لا يستطيع أن يبحر في سفينة النجاح دون أشرعة متينة تحقّق له الأمان في رحلته، عابد فهد، تيم حسن، منى واصف وغيرهم كانوا بمثابة ضمان لمسلسلات مخرج "بعد السقوط، فمن النادر إن لم يكن مستحيلاً أن يظهر عملاً لبنانيّاً خالصاً ويحقق مشاهدة عريضة، وجماهيريّة كبيرة.
ومثّل نجوم الصفّ الأول في الدراما السوريّة ورقة رابحة للمنتجين اللبنانييّن الذي يأسوا من نجاح "طبخة" مسلسلاتهم بدون الخلطة السحرية السوريّة، فباتوا لا يكفّون عن طلب الممثلين السوريين في أعمالهم، فتيم حسن اليوم هو الطفل المدلل لشركة الصبّاح اللبنانّية، لما يمتلكه من براعة تمثيليّة وكاريزما ملفتة وساهم بشكل أساسي في نجاح مسلسلات الشركة، كما قصي خولي الذي استفاد المنتج مفيد الرفاعي من اسمه التسويقي عند المحطات العربية، فبالرغم من رداءة نصّي (بنت الشهبندر وجريمة شغف) إلا أنّ الفضائيات تهافتت على شراء هذين المسلسلين نظراً لتواجد قصي على قائمة أبطالهم، وباسل خيّاط الذي أصبح اليوم ينافس كبار ممثلي مصر كأحمد السقّا وأحمد عز، وحجز له مقعد سنوي على خارطة الأعمال المصرية، كما لم ينسَ نصيبه من الدراما اللبنانيّة الذي حققّ فيها حضوراً مميزاً من خلال مسلسلي (عشق النساء وقصّة حُب).
كما لم يوفّر هؤلاء المنتجين حتى الكتّاب السورييّن، فريم حنّا (لعبة الموت، 24 قيراط)، نور شيشكلي (علاقات خاصّة، جريمة شغف، الرحلة) والقائمة تطول، كانوا أيضاً ضحيَة وهم الانتشار المجّاني، فاختلقوا حكايات وقصص لا تمت لواقعنا العربي بصلة، فجعلوا الأم سوريّة والزوج لبناني والأولاد "مشكّل" !!!!.
التقليل من دراما الدول الشقيقة ليس هو المراد من هذه الكلمات، بل هو اعتراف عن سابق إصرار لمن كان له الفضل واليد الطولى في شهرة وشعبية الكثير من المسلسلات والممثلين في الدراما "البان آراب" !!
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: