ضحايا الغرق في تزايد .. والأسباب تدعو للاستغراب !

خاص - نورس علي
غرق الشاب العشريني القادم من محافظة "حمص" إلى محافظة "طرطوس" للتمتع بالأجواء البحرية والسباحة بالمياه المالحة "كنان العبدو" ولم يعود راجلاً على قدميه كما أتى، بل عاد محمولاً على الأكتاف بعد اختياره للزمان والمكان الخطأ للسباحة الشاطئية.
حيث أقفلت شواطئ "طرطوس" أمس يومها البحري على حالة غرق الشاب ذو الثلاثة وعشرين ربيعاً "كنان عبد الكريم العبدو" ليسجل بغرقه حالة الغرق السادسة هذا الموسم بحرياً، والثامنة نهرياً وبحرياً، فتم سحب جثته بعد وفاته ونقله إلى المستشفى للمعاينة لتأكيد حالة الوفاة، الشاب القادم من محافظة "حمص" للتنزه والاصطياف لم يدرك مواعيد وأماكن السباحة الآمنة كما بقية حالات الغرق السابقة التي حدثت في "طرطوس" حيث كان أغلبها من خارج المحافظة، أي أبناء بيئة ليست بحرية، مما يؤكد الحاجة الكبيرة لنشر الثقافة البحرية بمختلف تفاصيلها ومواعيد وأماكن السباحة، وكيف يمكن اختيارها بالشكل الأمثل.
وفي تصريح خاص لمدير الشؤون الفنية في مجلس مدينة "طرطوس" المهندس "حسان حسن" أكد لجريدتنا أن حالات الغرق التي حدثت حتى الآن كانت خارج المواقع المحدد من قبل مجلس المدينة وبشكل حر، وهي مواقع غير مخدمة بالمنقذين البحريين، وتابع: «قامت مدينة "طرطوس" بتحديد ثلاثة مواقع للسباحة الشعبية جنوب شاطئ الأحلام، وهي شاطئ الكرنك الذي يدار من قبل مجلس المدينة، وتم رفده بمنقذين محترفين على أبراج مراقبة وتزويدهم بصفارات التحذير عن وجود تيارات بحرية أو تجاوز المنطقة المحددة للسباحة، مع تأمين كافة الخدمات اللوجستية الأخرى، إضافة إلى موقعين آخرين قرب "مجمع بلوبي" يتم استثمارهم لمدة ستة أشهر من قبل عدة مستثمرين بعد إجراء مزاد علني استناداً لدفتر شروط فنية أعد لهذه الغاية، تضمن إلزام المستثمر بتعيين منقذين بحريين، وإن الموقعين تحت رقابة ومتابعة المجلس».
بينما ناشد مشرف مجلس المدينة على شاطئ "الكرنك" المهندس "نبراس مهمدان" منظمة الهلال الأحمر لدعمهم بوسائل الإنقاذ البحرية المتوفرة لديهم من زوارق و "كان" و "سوف" و "بكرات التيارات"، لمتابعة حماية المرتادين بالشكل الأمثل.
أما مدرب الإنقاذ البحري "بسام صبح" فأكد أغلب حالات الغرق كانت نتيجة جهل مرتادي البحر بمواقع وفترات السباحة الآمنة، وخاصة منها المواقع المفتوحة الحرة التي تفتقر لوجود منقذين بحريين محترفين وأدوات ووسائل إنقاذ، وأضاف: «بشكل عام مسؤولية توفير وسائل الآمان والسلامة والمنقذين البحريين وأدوات الإنقاذ في المواقع الشعبية تقع على عاتق مجلس المدينة أما في المنتجعات السياحية تقع على عاتق المستثمر، وفي أغلب جولات المراقبة والمتابعة لتوفير عوامل الأمان والسلامة البحرية لم نلحظ توفر وسائل وأجهز الإنقاذ اللازمة كما أن دور المنقذ البحري غير فعال، حيث غالباً ما يتم التعاقد معه من قبل المستثمر للحصول على الرخصة فقط وليس ليفعل دوره في عمليات الإنقاذ، لذلك نراه يعمل بأعمال سياحية خدمية أخرى».
وأضاف: «منطقة "عمريت" السياحية الشعبية من أجمل مواقع السباحة في "سورية"، وهو بطول حوالي ثلاثة كيلومترات، وتوجد فيها تيارات بحرية جنوبية غربية، وخاصة ضمن حوالي /100/ متر منها التي تحدث فيها أغلب حالات الغرق، ويجب أن تخضع لخطة محكمة تحمي الناس من الغرق فيها، وهذا شيء ممكن ولكن ربما مكلف مادياً».
هذا وبلغ عدد حالات الغرق على مستوى "سوريا" حوالي عشرين حالة موزعة بين شواطئ "اللاذقية" و "طرطوس" وضفاف سد "الرستن".
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: