Saturday May 4, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

بوتين يشكك في استقلال الدول الأوروبية

بوتين يشكك في استقلال الدول الأوروبية

ترجمة: يارا صقر

تحرير: فارس الجيرودي

 

رأى الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" يوم الجمعة الماضي أن «الدول الأوروبية ليست لديها أي رغبة في استضافة الصواريخ الأمريكية داخل حدودها»،  معتبراً أن الولايات المتحدة تنتهك سيادة حلفائها الأوروبيين من خلال إصرارها على نشر تلك الصواريخ على أرضهم. تصريحات بوتين التي جاءت  في مؤتمر صحفي أقيم في مدينة سوتشي الساحلية الروسية، تناولت معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى بين بلاده والولايات المتحدة، وهي المعاهدة التي قررت واشنطن مؤخراً تعليق العمل بها، وأمهلت الجانب الروسي 4 أشهر قبل الانسحاب منها بشكل نهائي.

وتساءل بوتين عما إذا كانت الدول الأوروبية لديها الرغبة حقاً في استعادة احتمال تعرضها للقصف نتيجة وجود تلك الصواريخ على أرضها، وذلك في حال اندلعت حرب بين القوتين العسكريتين الأكبر في العالم،  مؤكداً أنهم لا يريدون ذلك فأين هي سيادتهم؟ على حد تعبير بوتين.

ومضى بوتين أيضا في مقارنته علاقة الاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة بعلاقة الاتحاد السوفييتي مع دول المعسكر الاشتراكي السابق «قبل انهياره»، مشيراً إلى أن القرارات تتخذ في بروكسل للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بنفس الطريقة التي اتخذ بها المكتب السياسي الشيوعي قرارات للجمهوريات السوفيتية الخمس عشرة، ولدول المعسكر الاشتراكي شرق أوروبا. معتبراً أنه «لا توجد دول مستقلة تماماً». 

وأعلنت الحكومة الأمريكية مؤخراً أن روسيا لم تلتزم بمعاهدة الصواريخ الحاملة للررؤوس النووية متوسطة المدى، ولذلك تعتبر واشنطن نفسها في حل منها، وستنسحب نهائياً من المعاهدة خلال 180 يوماً إذا لم تلتزم روسيا بها.

وكانت الدول الأوروبية وافقت أمريكا، في اتهاماتها  لموسكو بانتهاك المعاهدة مراراً وتكراراً، وذلك من خلال زعمهم بتطويرها قذائف  تطلق من الأرض يتراوح مداها بين 300 و 3500 ميل.

عكس ذلك، واصلت موسكو الإصرار على أنها لا تنتهك المعاهدة، معتبرةً أن إلغاءها الوشيك، بعد 32 عاماً على توقيعها، قد يترك العديد من حلفاء الولايات المتحدة تحت مرمى صواريخ روسية بقدرة على حمل الرؤوس النووية.

وعلى النقيض من مزاعم الرئيس الروسي ، أبدى عدد من زعماء الدول الحليفة لواشنطن حماساً للحصول على دعم الولايات المتحدة من أجل حماية أنفسهم من أي هجوم روسي محتمل.

وتدعم موسكو بالفعل انفصاليين مؤيدين لها في منطقة شرق أوكرانيا، ويقول العديد من زعماء الدول الأعضاء في الناتو، إنهم أيضا قد يكونون ضحايا لحركات انفصالية أو غزوات مدعومة من روسيا، إذا لم تحصل على الدعم العسكري الأمريكي.

وكان الزعماء الأوروبيون  واصلوا التأكيد على أهمية حلف الأطلسي «الناتو»، حتى عندما شكك الرئيس "دونالد ترامب" في قيمة الحلف، وفي الآونة الأخيرة، اتخذت الدولة المعروفة الآن باسم "شمال مقدونيا" خطوات لتصبح العضو الأحدث في حلف الناتو.

كما تخوض بولندا، على سبيل المثال منافسة، كي تضع الولايات المتحدة قاعدةً عسكريةً دائمةً  في أراضيها.

ودعت جارتا روسيا الصغيرتان لاتفيا واستونيا مراراً وتكراراً إلى الحصول على مزيد من الدعم من الناتو والولايات المتحدة على وجه الخصوص، لمواجهة التوغلات الروسية المحتملة داخل أراضيها، خاصة وأن روسيا قامت بمناورات حربية كبيرة بالقرب من حدودها وانتهكت طائراتها مجالها الجوى.

وزار قادة من دول البلطيق وبولندا واشنطن على مدار العام الماضي لطلب المزيد من الدعم، في الوقت نفسه، وعلى الرغم من الرفض من موسكو، اشترت دول مثل رومانيا أنظمة دفاعية صاروخية من الولايات المتحدة لتعزيز دفاعاتها ضد التهديدات الجوية ، لا سيما من جهة الشرق.

رابط التقرير الأصلي:

 https://www.newsweek.com/vladimir-putin-us-missiles-europe-russia-1333480

المصدر: خاص

شارك المقال: