Saturday May 18, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

بوتين يهدد واشنطن بكاليبر

 بوتين يهدد واشنطن بكاليبر

إعداد: فارس الجيرودي

رداً على قرار واشنطن الانسحاب من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى أعلن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أن  بلاده ستباشر فوراً في تطوير صاروخ فرط صوتي أرضي متوسط المدى.

واعتبر بوتين إقدام الولايات المتحدة على نشر بطاريات  "إم كي-41" في أوروبا انتهاكاً سافراً لمعاهدة الصواريخ الموقعة مع موسكو، وأضاف أنه «يؤيد اقتراح وزير الدفاع الروسي شويغو، بدء العمل على نشر صواريخ "كاليبر" المجنحة على اليابسة، وفتح مسار جديد للعمل على إنتاج صاروخ فرط صوتي أرضي متوسط المدى».

وكانت موسكو كشفت عن صوارخها الموجهة بالأقمار الصناعية من طراز "كاليبر" لأول مرة  في السابع من تشرين الأول من العام 2017، حين أطلقت السفينة الروسية "داغستان" وثلاث سفن صغيرة مرافقة لها، 24 صاروخ "كاليبر"، واجتازت هذه الصواريخ التي يبلغ طولها 9 أمتار نحو 1500 كيلومتر فوق أراضي العراق وإيران وأصابت 11 مواقعاً لتنظيم "داعش" وفصائل مسلحة أخرى في سوريا.

ومنذ استخدامها من قبل روسيا شغلت هذه الصواريخ بال المحللين العسكريين الأمريكيين، حيث تعتبر المعادل الروسي لصواريخ "كروز" و"توماهوك" التي استخدمتها الولايات المتحدة بدءاً منذ التسعينات وحتى العام 2003 في قصف العراق، وعلى الرغم من ادعاء واشنطن الرسمي بأن 4 صواريخ "كاليبر" سقطت بالخطأ فوق إيران (نفت طهران ذلك تماماً)، إلا أن الاستعراض التي قامت به موسكو لصواريخها الموجهة، اعتبر ناجحاً من قبل أكثر الخبراء العسكريين، بل تفوقت الصواريخ الروسية بإمكانية نصبها على سفن صغيرة، كما أثبت الاستعراض الروسي الثاني في تشرين الثاني من العام نفسه إمكانية استخدام غواصات الديزل لإطلاق هذه الصواريخ، حيث وجهت الغواصة "روستوف نا دونو" ثلاث ضربات على الأقل ضد أهداف للجماعات المسلحة في كل من حلب وإدلب.

وعلى الرغم من أن روسيا بدأت حملتها الناجحة في سوريا والتي اصطلح على تسميتها بـ"عاصفة السوخوي" في أيلول من العام 2015، دون الحاجة إلى استخدام القذائف الموجهة، حيث استخدمت القاذفات الروسية قسماً من المخزون الروسي الهائل من قنابل الإسقاط الحر، التي أثبتت إمكانية القضاء على الأهداف بسهولة، وبثمن أقل بكثير، ومع ذلك فإن استخدام صواريخ "كاليبر"، لم يمكّن موسكو فقط من تسليط الضوء على انجازاتها التقنية، بل مثل أيضاً استعراضاً لفعالية سلاحها أمام شركائها الأجانب، حيث طرحت روسيا في أسواق السلاح العالمية نسخة صواريخ "كاليبر" التصديرية المسماة " Клаб" للبيع.

وتوجد عدة نسخ معدلة لمنظومة الصواريخ الروسية الموجهة بالأقمار الصناعية، تختلف من حيث أنواع منظومات إطلاقها، ومن حيث أنواع الأهدف والسرعة والمدى، كما يمكن أن تحمل رؤوساً تقليدية أو نووية.

ويتراوح مدى هذا النوع من الصواريخ الروسية بين 430 – 700 كيلو متر، ويميزها مسارها المنخفض فوق سطح البحر، ما يجعل اكتشافها و اعتراضها أمراً صعباً للغاية، فعكس نظيرتها الأمريكية من طراز "توماهوك" لا تتحرك إلى الهدف في خط مستقيم، بل تناور بمساعدة منظومة ملاحة نشطة، وحين تقترب من السفينة المعادية، تزيد من سرعته بشكل حاد من 0.8 متر إلى 3 أمتار، فيما تحلق على ارتفاع لا يزيد عن 4.6 أمتار فوق سطح البحر.

كما تكمن الميزة الأخرى التي تتمتع بها هذه الصواريخ، أنها لا تحتاج إلى حاملات طائرات أو سفنٍ كبيرة لإطلاقها، حيث  قامت روسيا بتزويد أعداد كبيرة من السفن الصغيرة بها، وفي عصر الأسلحة الحديثة بعيدة المدى، قرار توزيع القوة النارية على اسطح إطلاق متحركة، وعدم الاعتماد على قاعدة كبيرة واحدة مكلفة وقابلة للإصابة يبدو خياراً أكثر ذكاءاً. صحيح أن روسيا تنتج أنواعا مختلفة من الصواريخ المجنحة، إلا أن "كاليبر" تحديدا سيصبح السلاح بعيد المدى الأساسي في السنوات المقبلة، خصوصاً بعد قرار الرئيس الرسوي نشره براً.

 

 

 

 

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: