بوادر مأساة إنسانية في ليبيا
يبدو أن حسابات بيدر "حفتر" لم تطابق حسابات الحقل "الطرابلسي"، فبدلاً من دخول العاصمة الليبية سلماً و دون إراقةٍ للدماء، كما توقع الجنرال السابق في جيش القذافي، والمنشق لاحقاً عن نظام القذافي واللاجئ السياسي في واشنطن حتى عام 2011، لا يظهر أن حسم المعركة بين قوات "الجيش الوطني الليبي" التي يقودها حفتر، وقوات ما يسمى بـ "الوفاق الوطني" تحت قيادة السراج سيكون قريباً، لتدخل الحرب الأهلية المستمرة في البلاد منذ العام 2011 بذلك طورها الثالث.
إذ أن الدول الداعمة لكلٍ من الفريقين لا تزال تجد في العصبيات القبلية بين الشرق والغرب الليبي، مجالاً واسعاً لممارسة نفوذها، ففيما راهن حفتر المدعوم من قبل كلٍ من الإمارات والسعودية ومصر على شراء ولاء قبائل المنطقة الغربية المحيطة بالعاصمة أملاً بدخل المدينة سلماً، بعد أن ضاق أهلها ذرعاً بحكم الميليشيات الأخوانية المدعومة من كل من قطر وتركيا، فوجئت قواته بمقاومة شرسة من القوات المشكلة من عشائر مصراتة وطرابلس.
وحسب بيان «منظمة الصحة العالمية» فقد بلغ عدد ضحايا الاشتباكات بين الطرفين المتصارعين 47 قتيلاً و181 جريحاً، منذ انطلاق حملة حفتر للسيطرة على العاصمة، بالإضافة إلى تهجير أكثر من 2000 مدني اضطروا لمغادرة منازلهم في مناطق الاشتباك في الضواحي الجنوبية للعاصمة.
كما لوحظ استخدام الطيران من قبل الطرفين، وقصف طائرات حفتر لمطار "معيتيقة الدولي"، الوحيد الذي يؤمن احتياجات السكان المدنيين، وهو ما عدّه المبعوث الأممي الخاص «خرقاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي»، لكن قوات حفتر قالت إنها قصفت حوامةً تابعةً لحكومة الوفاق في المطار، كانت تستخدم لأغراض عسكرية.
من جهته علق رئيس مجلس الأمن الدولي الألماني "كريستوف هويسجن" في ندوة صحافية، أن «الوضع بات مأساوياً»، مما ينذر بكارثة إنسانية في حال تصاعد القتال وانتقاله إلى داخل أحياء العاصمة.
وكانت الحرب الأهلية في ليبيا قد بدأت عام 2011 عندما تمردت بنغازي على حكم القذافي، و سرعان ما حصل التمرد على دعم خليجي وأوروبي، ليسقط النظام، ثم دخلت الحرب طورها الثاني عام 2014 مع انقسام الحكومة الليبية البديلة إلى شطرين.
المصدر: خاص
شارك المقال: