Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

برحيل السوبرانو "مونسيرات كابايّي" باتت إسبانيا أقل فرحاً

برحيل السوبرانو "مونسيرات كابايّي" باتت إسبانيا أقل فرحاً

لم تعرف إسبانيا صوتاً مماثلاً للسوبرانو مونسيرات كابايّي (Montserrat Caballé)، التي رحلت عن دنيانا مؤخراً تاركةً رصيداً غنياً في شقّيه الشعبي الفولكلوري والنخبوي التقليدي. ومع رحيلها، تخسر إسبانيا والعالم واحدة من عمالقة الغناء في القرن العشرين.

مونسيرات كابايّي (1933 ــ 2018) تاريخ مليء بالغناء والتمثيل في أعظم دور الأوبرا حول العالم، ولم تقتصر مشاركاتها على الأعمال الشهيرة التي تركها إيطاليّو القرن التاسع عشر، من فيردي إلى دونيزيتّي، ومن بلّيني إلى بوتشيني وروسّيني… مع أنه أخذ من رصيدها حصَّة الأسد، لكنها اهتمت أيضاً، بالإرث الأوبرالي الجرماني (فاغنر وموزار وشتراوس وغلوك)، والفرنسي (غونو وماسّنيه).

وفي موازاة ذلك كان ثمّة سياق موسيقي آخر، أقل نخبوية، أوْلَته كابايّي اهتماماً خاصاً، سواء ما يتعلق منه بالغناء الشعبي الفولكلوري الإسباني المعروف باسم الـ"زرزويلّا"، أو ما ارتبط منه بالمقتطفات الأوبرالية، إذ شاركت المغني فيريدي ميركوري (1946 ــ 1991) عام 1987 بأغنية يتيمة حملت عنوان «برشلونة»، ولاقت ترحيباً فاق التوقعات لدرجة أنها اعتُمدَت نشيداً رسمياً في الألعاب الأولمبية لعام 1992.

في كل ما اشتغلت عليه كابايي لم تكن تبحث إلا عن الفرح والإبداع والتفاني وتسخير ما وُهِب لها من طاقات لجعل هذا العالم أفضل بقليل وأقل قبحاً، مؤكدةً ما قاله نيتشه مرة: "العالم من دون الموسيقى غلطة"، وبخسارة كابايي تنتقل الشعلة في إسبانياً، إلى خوسيه كاريراس، وإلى جيل أجدد من المغنين والمغنيات، من بينهم ابنتها الوحيدة التي تحمل اسمها.

شارك المقال:



رابط مختصر: https://qmedia.one/b/d3b9b432