ببساطة.. كوميديا سورية سوداء!
لم يخرج مسلسل "ببساطة" عن القالب الذي لطالما ظهرت فيه الكوميديا الانتقادية عبر لوحات تسمى بالعُرف الفني "السيت كوم"، لكن الجديد الذي حمله كان في طريقة استخدام الكوميديا السوداء كسلاح لانتقاد الأوضاع العامة والأزمات المعيشية، ومشاهدة الحلقات الأولى من العمل الذي بدأ عرضها منذ فترة قصيرة، يشكل حافزاً للجمهور بمتابعة تلفزيونية دائمة، والسبب أن الترميز وإلقاء الضوء على المشكلات، أصبح افضل بشكل يتناسب والعصر الحالي مع الكم الهائل من المعلومات المعروضة في وسائل التواصل الاجتماعي، لتدور سكيتشات المسلسل المنفصلة في دائرة مشكلات المواطن السوري بطريقة أبدع فيها النجم باسم ياخور.
المسلسل يخرج عن الكوميديا التقليدية..ويعرض المشكلات بطريقة اقرب الى الشارع، ليكون تكملة لما يتم الحديث عنه على مواقع التواصل عبر مشاهد تمثيلية تمثل نقلة وعودة للكوميديا السوداء في الدراما السورية التي أتقنها ياخور عبر سلسلة بقعة ضوء الناجحة.
العمل التلفزيوني الذي "سيعرض على مدار 3 سنوات قادمة" بحسب ياخور يشهد إطلالات لبعض الفنانين أصحاب الشعبية الكبيرة بين الناس، وممن يرفعون من سوية العمل الفني حتى بأسوأ النصوص، إضافة إلى ايجابية العرض القصير التي تبعد الملل عن المشاهد.
في إحدى الحلقات يتم تناول موضوع منتج غذائي، اكتسب حالة دعائية كبيرة مؤخراً بسبب إعلاناته البعيدة عن طبيعة المنتج، ليكمل المسلسل تلك الهالة الإعلانية المزيفة ويعرضها بشكل كوميدي ساخر.
في حلقة أخرى، بعنوان "وزير المهمات الصعبة"، يتم انتقاد تصرفات أحد المسؤولين، وآلية تعاطيهم مع المشاكل ومع هموم الشعب، حيث أن الحلقة تشير بشكل واضح إلى أحد الوزراء الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي قبل فترة بسبب قضية الـ "50 ليرة".
كما ينتقد المسلسل في حلقةٍ أخرى بعنون "ذكاء إداري"، أحد القرارات الحكومية والذي لم يلق القبول العام، وهو القرار المتعلق بالبطاقة الذكية، حيث أصبح في الحلقة لكل شيء في الحياة بطاقة ذكية، ولا يمكنك الحصول على أي شيء إن كنت لا تملك تلك البطاقة.
إذاً تشكل الأزمة المعيشية السورية، وحوادث المسؤولين محور المسلسل، لتتهكم شخصيات العمل على ما يجري من حولها في البلاد، وتدخل في صلب الكوميديا الهادفة، حتى تعبر الكوميديا عن معناها الحقيقي، القائم على رؤية ما يستحي منه المشاهد ويخشى التعبير عنه، حيث ما تراه هو حقيقة الناس، وأوضاعهم، وما يرعبهم ويجرحهم، فالنكتة الذكية التي يقدمها ياخور وزملاؤه في العمل قادرة على تغيير الوضع القائم...ويمكن استثمارها في قادم الايام لتنزع تهمة ابر التخدير عن الكوميديا الانتقادية..وتكون بمثابة بداية لمشروع ضخم قادر على الاجتذاب الجماهيري وهو ما تبينه ارقام مشاهدات العمل على منصة اليوتيوب.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: